الأحد، 21 نوفمبر 2010

المحامي رافي مصالحة: لماذا نسيتم الشيخ ناظم ... ، مقالة بعنوان : كلمة حق مأسورة !

المحامي رافي مصالحة: لماذا نسيتم الشيخ ناظم ... ، مقالة بعنوان : كلمة حق مأسورة !
10/10/30 03:15:09
 
 كلمة حق مأسورة !

بتاريخ 6102010 انسلت قطعان القمع الاسرائيليه في جوف ظلمة الليل لتعتقل الشيخ ناظم ابو سليم إمام مسجد شهاب الدين في الناصره والمهندس محمد نعراني لتزج بهما بعدها في غياهب معتقلات المخابرات المعتمة, بدعوى الدعم والانتماء لتنظيم ارهابي والتحريض على الارهاب. منذ تلك الليله, وقع الشيخان رهائن التحقيقات التي وصلت الليل بالنهار, وابتدأت مرحلة داكنة العتمة من الغبن والتعذيب الذي ينوء بالعصبة اولي القوة.

الارهاب الدولي
لم يكن جرم الشيخ ابو سليم الا انه قال ربي الله, وجهر بالقرآن على مسامع العامة معلما اياهم امور دينهم اما في خطبة, أو درس, أو مقال انتقاه ونشره على موقع الكتروني. والسخافة, عين السخافة أن مخابرات الضيم الاسرائيلية تجندت لأسر الشيخ وراحت تسائله ليلا ونهارا, معللة انجازها الفذ بأنه يحرض على "الارهاب الدولي" !, غير مدركين مدى حماقتهم وضآلة تدبيرهم المتجلية في فعلتهم, فكانوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.

قوى الظلام ترى, هل ينقص سجن الشيخين من مكانتهما وقدرهما لدى جموع الناس اللذين يدركون حجم المؤامرة التي حاكتها قوى الظلام على عقيدتنا, وأعدوا لقتالها كل عتاد ؟ لقد مكث نبي الله يوسف عليه السلام في السجن وما انتقص ذلك من رفعة شأنه, ولقد سطر التاريخ لنا دروسا في سير العظماء اللذين ضحوا بحرياتهم بل وبأرواحهم في سبيل المبدأ السامي والقيمة النبيلة, فما زادهم حبسهم الا علو القدر وما حباهم الا تعظيما وتبجيلا. انهما فتيان آمنا بربهما, فزدناهم هدى. ان الشيخ ناظم يدرك وهو يقبع بين جدران زنزانته الجازعه أن المتمسك بالقرآن والسنة في هذه الأزمنة لا بد أن يضطهد ويؤذى، فإذا صبر واحتسب فإن أجره كبيرعظيم؛ كما ذكر في الحديث أن للعامل في تلك الأزمنة التي هي زمان الغربة أجر خمسين يعملون مثل عمله، قيل: يا رسول الله خمسين منا أو منهم؟ قال: "بل منكم" أي خمسون من الصحابة هو أجره، وما أعظم ؟أجره إذا حصل له هذا.! كل هذا بسبب أنه جهر بالحق، وأظهر السنة، وتحمل ما أصابه، وعلم بأن هذه سنة الله تعالى في خلقه، في أنه إذا تمسك العبد بإيمانه فإنه لا بد أن يناله ما يناله، وقد قال الله تعالى: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ)) [البقرة:214] . أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة؛ شدد عليه وإلا خفف عنه".جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل فقال: يا رسول الله إني أحبك، فقال: "إن كنت صابرا؛ فأعد للبلاء تجفافا فإن البلاء أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منحدره". وفي سنن الترمذي الحديث الذي فيه قول النبي -صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده الخير؛ عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر؛ أمسك عنه بذنبه؛ حتى يوافى به يوم القيامة". وروي في ذلك أيضا حديث: "إن مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تكفؤها الرياح يمينا وشمالا" وثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، ومن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط". وروي أن أبا بكر - رضي الله عنه- سمع آية في سورة النساء هي قوله تعالى: ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ)) [النساء:123] فقالوا يا رسول الله: هذه قاصمة الظهر، إذا كان كل من عمل شيئا فإنه يجزى به، نحن سنجزى بالسوء الذي عملناه قديما أو حديثا، فبشرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الجزاء الذي تجزون به هو ما ينالكم في الدنيا من الهم والغم والألم والمصائب والحزن، وبشرهم أيضا بقوله صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من هم ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها، إلا كفّر الله بها من خطاياه".

يجهرون بالحق
ما من شك يراود صاحب هذه السطور بأن ناظم ابو سليم ومن حوله هم ممن وصفهم الله تعالى في قوله: ((مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)) [المائدة:54] ونشير ههنا تحديداً إلى الصفة السادسة في قوله عز من قائل: ((وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)) أي: لا يخافون في ذات الله لوم من يلومهم، ولا إنكار من ينكر عليهم، ولا يخشون من أذى، أو من عذاب أو من بطش أو نحو ذلك، بل يجهرون بالحق ويسطعون به ويظهرونه مهما كانت الأحوال والأثمان والعواقب.
ولقد ندر في زماننا من يجرؤ على قول الحق خشية سطوة الحكام. وقد روى أبو ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع" إلى أن قال: "وأمرني أن أقول الحق، وإن كان مرا، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم". وحدث أن صلى الله عليه وسلم مرة دميت إصبعه في سبيل الله فقال: "هَلْ أَنْــتِ إِلا إِصْبَــعٌ دَمِيــتِ وَفـي سَـبِيـلِ اللَّـهِ مَـا لَقِيـتِ". لكن اليقين انه اذا قال تعالى: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" [الشرح:5-6] فكيف إذاً سيغلب عسر يسرين ؟ لا بد لشمس الحق ان تسطع رغم كيد الحاقدين, والله متم نوره ولو كره الكافرون.

الصمت القاتل من قبل قيادات شعبنا الورقيهإن الذي قض مضجعي وأرقني هو أنين هذا الصمت القاتل من قبل قيادات شعبنا الورقيه بكل فئاتها الهشة المتهافته إزاء الاعتقالات التعسفية التي لا تبرير لها الا الملاحقة على اساس طائفي وفكري وعقائدي. انني لن اناقش ان امثال الشيخ ناظم هم ممن لا تحبذ السلطة الاسرائيلية مجرد نبض خافقهم. لكن, ان يصل الامر لأن يزج به في الحبس ويضطهد دون ذنب جناه والقيادات الوهمية لابناء شعبنا تلتزم صمت الحملان الوادعة تفاديا لحنق وسخط السلطان الجائر, فإن ذلك للعار بأم عينه.

القيادات البخارية
إني أتهم هواة شبك الايدي في المظاهرات وريادة الجموع في كل محفل كي تلتقطهم عدسات الصحافيين ومن ثم يعودون لحياتهم الفارهة متناسين أوجاع الناس ومآسي العامة الحقيقية كي يشتغلوا بالنواقص من الامور. كيف نفسر التكتم لتلك "القيادات" البخارية التي آثرت أسر امتعاضها على عتبات أفواهها المنشغلة بالمضغ, فما قويت على الاستنطاق ولا الحراك ولا البوح بكلمة حق امام ما يحدث من ضيم وجور في حق من لوحق وسجن في سبيل منهاجه وفكره.

نحن أنصار اللهفي بلادنا, في بلاد اللا معقول, اختلت قوى الطبيعة, فتقطب الاسلام وصار له قطب في الشمال وآخر في الجنوب لحكمة لا يعلمها الا الله. أما بوصلة الشيخ ناظم, فقد امتنعت أن تتجه صوب الشمال أو نحو الجنوب ولكنها أصرت بأباء أن ترنو للأعلى, نحو بارئ الكون القهار. ترى, ما الذي منع الحركات الاسلامية بقطبيها من التفوه ولو بكلمة أمام أسر من يبغي الذود عن حمى الاسلام ؟. كنت اتوقع من أي صاحب ضمير حي وذي فكر حر أن يقول كلمة الحق لا يخشى فيها لومة لائم ويتاهب للانفجار كفوهة بركان تتدافع حممه بشدة وتتصادم بحدة بانتظار لحظة الهروب من كتمانها الذي يغلي. ويا للخيبة: استعصى الجدل وطغى صمت الوهن فلم يعد لللمنطق مجال فتهاوت النفوس برعشة اهتزاز الذعر والمذلة لتعلن الانسحاب بهدوء يكاد يقتلك صخبه. يا شيوخ الولائم واللحى الممشطه والعظات المبتذلة: أعدوا مرافعاتكم ودفاعاتكم أمام الحكم العدل يوم يقاضيكم بتهمة نصرة العدو بصمتكم على ظلم من أوذوا أنهم قالوا كما قال الحواريون لعيسى ابن مريم: نحن أنصار الله.

الشعارات الهزيلة تذهب كالغثاءلا خير في كل الشعارات الهزيلة التي تذهب كالغثاء, في اننا جسد واحد اذا اشتكى ..., واننا شعب واحد باختلاف معتقداتنا وما اليه من قشور الكلم, طالما لم نجعل من القول فعلا في ساعة المحنة الحقيقية. ان حقوقا تسلب, وارواحا تزهق, وافكار تحبط, واعراض تنهك, واجيال تحرق ونحن نتمطى ناهقين على منابر الخطابة في نافل القول, متجشئين متخمين, مودعين تعاليم ديننا حسابات توفير مجمدة طويلة الامد. ألا بئس القوم نحن.

 

تعليق إدارة الموقع (مسلمو 48) ..
(وكتبها عبد الله وأبو جندل وذلك في غياب الشيخ ناظم فك الله أسره) :

جزى الله خيرا المحامي رافي مصالحة على ما قدمه وما يقدمه سائلين الله تعالى أن يسدد خطاه ، ولا بد أن نصل إلى نتيجة هامة مما يحصل من أحداث مع أبناء أمة الإسلام التي ننتمي إليها ونعتز بها ، أنه لا سبيل لفك هذا الذل عن أمتنا وأبنائنا إلا بمنهج كتاب الله تعالى وعدم الرضا بغيره راية أو غاية ، إنما وحدة الهدف وهو (ليكون الدين كله لله) ، وأن التوحد يكون على كلمة التوحيد .. قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "كنا قوماً أذلاء فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله " ، ولذلك لا نجاة لنا بالالتفاف حول الرايات القومية والشعارت والولاءات الجاهلية  ، فمن أراد حياة العزة والكرامة فليتمسك بقرآنه وسنتة نبيه وليعض بالنواجذ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ... " .

وإياكم وطريق الخذلان ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ مسلم ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته" . 
 
المصدر : موقع مسلمو 48

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق