الجمعة، 26 نوفمبر 2010

الشيخ ناظم ابو اسليم خارج قضبان السجن !!



خمسون يوما بعد اعتقاله، توصلت المحكمة لاطلاق سراحه في ظروف مشددة، ضغطت النيابة مرارا وتكرارا لكسب النقاط وكسب الوقت، في النهاية بتت المحكمة المركزية بعد ظهر الخميس في الناصرة ،بتشديد بنود اطلاق سراحه، بابعاده عن الناصرة وحبسه منزليا وبتقييد عدد زواره حتى خمسة اشخاص لا اكثر، اضافة للقيد الالكتروني ومنع شامل وكامل لاستخدام وسائل الاعلام والانترنت بشكل خاص. هذا ما طلبته النيابة بدعوى ان مكانته كشيخ وكونه صاحب شخصية مؤثرة لا بد من فصله عن محيطه.
ومن جانبه اشار المحامي رافي مصالحة الى "ان شروط اطلاق سراحه هي شروط مجحفة، وسيتم متابعتها والاستئناف عليها، حتى لو تطلب الامر الوصول للعليا، لا سيما ان القضية لم تنته وان الحبس المنزلي هو حبس حتى انتهاء الاجراءات القانونية".
وقوبل خبر اطلاق سراحه للحبس المنزلي رغم تشديد بنوده بين الجميع بفرحة كبيرة، ذهبت العائلة وبعض الاهالي لاخذه من سجن جلبواع، وقد تم استقباله في منزل الابعاد بحفاوة من الاهالي والعائلة.


مجموعة صور خاصة التقطت بعدسة موقع بانيت وصحيفة بانوراما










الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

للنشر/ كتاب دعوة التوحيد للشيخ الاسير ناظم ابو اسليم من الناصرة فلسطين

بِسـْـمِ اللهِ الرّحمَـنِ الرّحِيـم
قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71].

نصرةً و مؤازرة


إنَّ طَلبَ الحَقِّ أحْلَى فِي النُّفُوسِ الأَبِيَّة مِن الشَّمسِ فِي رَائِعَة النَّهَارِ ، وَقُطْبٌ تَدُورُ عَلِيهِ هِمَمُ الأَخْيَارِ وَعَبَابٌ تُنصَبُ مِنهُ جَدَاوِلَ الأَنْهَارِ ، وَالحَقُّ لَه قُوَّتُه وَصِدْقُهُ وَثَبَاتُهُ ، وَكَلمَةُ الحَقِّ كَالشَّجَرةِ الطَّيبَة ثَابِتَة شَامِخَة مُثْمِرَة لا تُزَعزِعُهَا الأَعَاصِير ، وَلا تَعصِفُ بِهَا رِيَاحُ البَاطِل ، وَالحَقُّ الأَصِيلُ لا يَمُوتُ وَلا يُزوَى ، مَهمَا زَحمَه الشَّرُّ وَالزَّيفُ وَأَخذَ عَلِيه الطَّرِيق ، إنَّ الخَيرَ بِخَيرٍ وَإنَّ الشَّر بِشَرٍ .




الآن ..



نُصْرَةً لِلشَّيخِ الأَسِير : نَاظِم أبُو اسلِيم
" أَبِي أُسَامَةَ النَّاصِرِيّ "




كِتَـــــاب



( دَعْـوَة التَّوحِيـدِ وَطَائِفَتهَا المَنصُـورَة )
عَقِيـدَة وَمِنهَاجَـاً

أَنْصَـارُ الله – بَيْتُ المَقْدِس

اللَّجْنَة الشَّرْعِيَّة


للتصفح عبر الانترنت والتحميل
اضغط هنا

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

مقطع من خطبة الجمعة للشيخ ناظم أبو اسليم

مقطع من خطبة الجمعة للشيخ ناظم أبو اسليم ، وقد نقله أحد المواقع المتخصص في متابعة الإعلام الجهادي وترجمه الى الانجليزية ..

الأحد، 21 نوفمبر 2010

اصدار : ماض إلى هدفي

تِيجَانُ مَدْحٍ رُصِّعَت بِلآلي

تِيجَانُ مَدْحٍ رُصِّعَت بِلآلي

الحمدُ لله مُعزِ الإسلام بنصرهِ ومُذِلّ الكفرِ بقهرهِ ومصرّفِ الأمُورِ بأَمْرهِ والصلاة والسلام على من أعزه الله وأظهره على عدوه ، وعلى من سار على دعوته واستن بسنته وهديه ، وآله وصحابته ، وبعد ..
في زمنٍ عَزَّ فيه الرجال وَقَلَّ فيه الأبطال وتكالب الناس على حطام الدنيا والأموال ولم يذكروا ما أُعِدّ في الآخرة من الأهوال ، وصرفوا أنظارهم إلى أهل المُجون الأرذال، وأكثروا من قيل وقال، وَوَالَوْا أعداء الله الأوغال ، وتركوا كتاب ربهم الذي فيه عزهم وأعرضوا عن سنة نبيهم وهي طريق استقامتهم .. بَرَز أئمةٌ أعلام يدعون الأنام إلى الهدى والرشاد وخير كلام .. فما كان من أعداء الله إلا أن كبلوا أيديهم وقيدوها ، ونسبوا إليهم تهم التطرف والبهتان؛ ظناً منهم أن الرجال سيَدَعُون هذه الدعوة ويتركونها ..
قالوا تطرف جيلنا لما سما  قدرا وأعطى للبطولة موثقا
ورموه بالإرهاب حين أبى الخنا  ومضى على درب الكرامة وارتقا
لكنهم بفضل الله ساروا على سواء السبيل وأقوم دليل وابتعدوا عن طريقة أهل الانحراف وتمسكوا بمنهج أهل الحق والإنصاف ، وصبروا على لأواء الطريق وفارقوا الأهل والصديق قابضين على الجمر رغم ما أصابهم من ضيق غير عابئين بما فيهم من أعداء الله يحيق ، قال الله تعالى: ((وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ )) ، فقد جعل الله العاقبة للمتقين بفضله ، ولمن تمسك بأمره ..
صَبْرُ الرِجالِ وهمّةُ الأبطالِ  صَنَعَا دُرُوبِ العِزّ للأجيالِ
قُم يا قصيدي للكرام مُقدِّماً  تيِجانَ مدحٍ رُصّعت بلآلي
فأُوَجِّهُ أبياتاً من الشعر إلى الشيخ ناظم أبو اسليم فك الله أسره ، كتبها الشيخ أبو محمد المقدسي في سجنه (فك الله أسره ، صاحب كتاب ملة إبراهيم) في عيد الأضحى لأعوام خلت وسنين مضت ؛ قائلاً فيها :
إذا كنـت باللـه مسـتعـصما       فـماذا تضـيرك ريـب المنـون
حـذاري أخي أن تسيء الظنون     بـوعـد الإلـه القـوي المتـين
فقـد وعـد الـمؤمنين النجاة     كـما نـجّ يونس من بطن نون
أخـي قـد مضى قبلك الأولون    فـهذي السجون كتلك السجون
فيـوسـف أمـضى بـها مدة     ومـوسـى تـوعـده الظالمون
كـذاك رسـول الإلـه الكريم     ليثـبتـه مَـكَرَ المشـركـون
فنجـــاه ربـي بـهجـرته     بـرفـقة ذاك الصـديق الأمـين
وفـي إثرهم قـد مضى المؤمنون   كـأحـمد ذاك الإمـام المكـين
كـذاك ابـن تيْـمَةَ أَنْعِم بـه   بقـلعة شـامٍ أقـام ســجـين
تـحصّن بـذكر الإلـه العظيم   وبـادر لـحفـظ الكـتاب المبين
فـذاك لقـلبك حـصنٌ حصينْ   وهــذا لروحــك زاد مـعين
فـهذي شــدائد سوف تزول   وتبـقى الفـوائــد منـها فنون
لـمرضـاة ربٍ ونصرة ِ دين   تـهون الـحيـاة وكـل البنون

وإني أَشْهَدُ على ما دعا إليه هذا الإمام وما عليه من الاعتقاد والفهم التام ، فقد دعا إلى كتاب الله ذو الجلال والإكرام وإلى سنة خير الأنام بعقيدة السلف الكرام الناصعة البيضاء بعزةٍ قَعْسَاءَ لا تُناصَى وبدعوةِ إمام الحنفاء وجميع الأنبياء ، قال الله تعالى :(( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) ، وبـَيَّن للناس أنّ لا إله إلا الله ؛ هي تجريد التوحيد وموالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله ، وأن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله كما جاء عن نبي الرحمن صلى الله عليه وسلم .
فكانت دعوته نبذ التعصبات الجاهلية للأحزاب والأفكار والمناهج والولاءات العَمِيّة ، وكانت دعوة لموالاة أهل الإسلام وأن يكون بحبل الله وحده كامل الاعتصام ..
أمّا مُؤلَّفَهُ وكتابه فما رأيت أحداً من الراسخين في العلم قد عابه .. بل قد أثنى عليه كبار العلماء في هذا الزمان بخير ثناء ، وأقصد كتاب "دعوة التوحيد وطائفتها المنصورة عقيدة ومنهاجاً" ، فنفع الله به طالب الحق ومبتغيه وقمع صاحب الباطل ومبتغيه ، كيف لا وهو يحمل راية الأنبياء ومَن قَبْلَهُ مِنَ الأولياء الأنقياء ، فهي راية التوحيد (لا إله إلا الله) دعا الناس إليها وإلى التمسك بها ومعرفة شروطها ونواقضها ومقتضياتها ولوازمها .. إنها عقيدة الولاء والبراء ..
وأقول للشيخ ناظم فك الله أسره ، وإنك إذ ناديت بصوت العز : من أنصاري إلى الله ؟ فإنا نجيبك بصوت الفخر : نحن أنصار الله ! ، قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ)) ، وإنا .. على الدرب سائرون.. وعلى الطريق ماضون.. رغم الجراح ؛ فإنا قد حسمنا خيارنا واخترنا طريقنا ، وحادينا قول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله :

وعابوا علينا باتباع نبينا     وقد تبعوا أحكام كل منافق
ونحن براء من ذوي الكفر جملة     فلسنا وإياهم بحكم التوافق
ونحن على دين النبي محمد     ونكفر بالطاغوت دين المشاقق
ونرمي عداء الدين من كل مارق     وكل جهول ماذق بالجلاهق
ودونك من هذا الضياء شوارقا     توضح منهاجاً لأهدى الطرائق
وتنشر أعلام الهدى مستنيرة     وتمحق أهل الكفر من كل مارق
وصل على المعصوم ربي وآله    وأصحابه أهل النهى والحقائق
وتابعهم والتابعين لنهجهم     على السنن المحمود من كل لاحق

أبو يحيى المعتصم ، 14 ذو الحجة 1431هـ

المحامي رافي مصالحة: لماذا نسيتم الشيخ ناظم ... ، مقالة بعنوان : كلمة حق مأسورة !

المحامي رافي مصالحة: لماذا نسيتم الشيخ ناظم ... ، مقالة بعنوان : كلمة حق مأسورة !
10/10/30 03:15:09
 
 كلمة حق مأسورة !

بتاريخ 6102010 انسلت قطعان القمع الاسرائيليه في جوف ظلمة الليل لتعتقل الشيخ ناظم ابو سليم إمام مسجد شهاب الدين في الناصره والمهندس محمد نعراني لتزج بهما بعدها في غياهب معتقلات المخابرات المعتمة, بدعوى الدعم والانتماء لتنظيم ارهابي والتحريض على الارهاب. منذ تلك الليله, وقع الشيخان رهائن التحقيقات التي وصلت الليل بالنهار, وابتدأت مرحلة داكنة العتمة من الغبن والتعذيب الذي ينوء بالعصبة اولي القوة.

الارهاب الدولي
لم يكن جرم الشيخ ابو سليم الا انه قال ربي الله, وجهر بالقرآن على مسامع العامة معلما اياهم امور دينهم اما في خطبة, أو درس, أو مقال انتقاه ونشره على موقع الكتروني. والسخافة, عين السخافة أن مخابرات الضيم الاسرائيلية تجندت لأسر الشيخ وراحت تسائله ليلا ونهارا, معللة انجازها الفذ بأنه يحرض على "الارهاب الدولي" !, غير مدركين مدى حماقتهم وضآلة تدبيرهم المتجلية في فعلتهم, فكانوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.

قوى الظلام ترى, هل ينقص سجن الشيخين من مكانتهما وقدرهما لدى جموع الناس اللذين يدركون حجم المؤامرة التي حاكتها قوى الظلام على عقيدتنا, وأعدوا لقتالها كل عتاد ؟ لقد مكث نبي الله يوسف عليه السلام في السجن وما انتقص ذلك من رفعة شأنه, ولقد سطر التاريخ لنا دروسا في سير العظماء اللذين ضحوا بحرياتهم بل وبأرواحهم في سبيل المبدأ السامي والقيمة النبيلة, فما زادهم حبسهم الا علو القدر وما حباهم الا تعظيما وتبجيلا. انهما فتيان آمنا بربهما, فزدناهم هدى. ان الشيخ ناظم يدرك وهو يقبع بين جدران زنزانته الجازعه أن المتمسك بالقرآن والسنة في هذه الأزمنة لا بد أن يضطهد ويؤذى، فإذا صبر واحتسب فإن أجره كبيرعظيم؛ كما ذكر في الحديث أن للعامل في تلك الأزمنة التي هي زمان الغربة أجر خمسين يعملون مثل عمله، قيل: يا رسول الله خمسين منا أو منهم؟ قال: "بل منكم" أي خمسون من الصحابة هو أجره، وما أعظم ؟أجره إذا حصل له هذا.! كل هذا بسبب أنه جهر بالحق، وأظهر السنة، وتحمل ما أصابه، وعلم بأن هذه سنة الله تعالى في خلقه، في أنه إذا تمسك العبد بإيمانه فإنه لا بد أن يناله ما يناله، وقد قال الله تعالى: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ)) [البقرة:214] . أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة؛ شدد عليه وإلا خفف عنه".جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل فقال: يا رسول الله إني أحبك، فقال: "إن كنت صابرا؛ فأعد للبلاء تجفافا فإن البلاء أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منحدره". وفي سنن الترمذي الحديث الذي فيه قول النبي -صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده الخير؛ عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر؛ أمسك عنه بذنبه؛ حتى يوافى به يوم القيامة". وروي في ذلك أيضا حديث: "إن مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تكفؤها الرياح يمينا وشمالا" وثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، ومن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط". وروي أن أبا بكر - رضي الله عنه- سمع آية في سورة النساء هي قوله تعالى: ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ)) [النساء:123] فقالوا يا رسول الله: هذه قاصمة الظهر، إذا كان كل من عمل شيئا فإنه يجزى به، نحن سنجزى بالسوء الذي عملناه قديما أو حديثا، فبشرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الجزاء الذي تجزون به هو ما ينالكم في الدنيا من الهم والغم والألم والمصائب والحزن، وبشرهم أيضا بقوله صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من هم ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها، إلا كفّر الله بها من خطاياه".

يجهرون بالحق
ما من شك يراود صاحب هذه السطور بأن ناظم ابو سليم ومن حوله هم ممن وصفهم الله تعالى في قوله: ((مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)) [المائدة:54] ونشير ههنا تحديداً إلى الصفة السادسة في قوله عز من قائل: ((وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)) أي: لا يخافون في ذات الله لوم من يلومهم، ولا إنكار من ينكر عليهم، ولا يخشون من أذى، أو من عذاب أو من بطش أو نحو ذلك، بل يجهرون بالحق ويسطعون به ويظهرونه مهما كانت الأحوال والأثمان والعواقب.
ولقد ندر في زماننا من يجرؤ على قول الحق خشية سطوة الحكام. وقد روى أبو ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع" إلى أن قال: "وأمرني أن أقول الحق، وإن كان مرا، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم". وحدث أن صلى الله عليه وسلم مرة دميت إصبعه في سبيل الله فقال: "هَلْ أَنْــتِ إِلا إِصْبَــعٌ دَمِيــتِ وَفـي سَـبِيـلِ اللَّـهِ مَـا لَقِيـتِ". لكن اليقين انه اذا قال تعالى: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" [الشرح:5-6] فكيف إذاً سيغلب عسر يسرين ؟ لا بد لشمس الحق ان تسطع رغم كيد الحاقدين, والله متم نوره ولو كره الكافرون.

الصمت القاتل من قبل قيادات شعبنا الورقيهإن الذي قض مضجعي وأرقني هو أنين هذا الصمت القاتل من قبل قيادات شعبنا الورقيه بكل فئاتها الهشة المتهافته إزاء الاعتقالات التعسفية التي لا تبرير لها الا الملاحقة على اساس طائفي وفكري وعقائدي. انني لن اناقش ان امثال الشيخ ناظم هم ممن لا تحبذ السلطة الاسرائيلية مجرد نبض خافقهم. لكن, ان يصل الامر لأن يزج به في الحبس ويضطهد دون ذنب جناه والقيادات الوهمية لابناء شعبنا تلتزم صمت الحملان الوادعة تفاديا لحنق وسخط السلطان الجائر, فإن ذلك للعار بأم عينه.

القيادات البخارية
إني أتهم هواة شبك الايدي في المظاهرات وريادة الجموع في كل محفل كي تلتقطهم عدسات الصحافيين ومن ثم يعودون لحياتهم الفارهة متناسين أوجاع الناس ومآسي العامة الحقيقية كي يشتغلوا بالنواقص من الامور. كيف نفسر التكتم لتلك "القيادات" البخارية التي آثرت أسر امتعاضها على عتبات أفواهها المنشغلة بالمضغ, فما قويت على الاستنطاق ولا الحراك ولا البوح بكلمة حق امام ما يحدث من ضيم وجور في حق من لوحق وسجن في سبيل منهاجه وفكره.

نحن أنصار اللهفي بلادنا, في بلاد اللا معقول, اختلت قوى الطبيعة, فتقطب الاسلام وصار له قطب في الشمال وآخر في الجنوب لحكمة لا يعلمها الا الله. أما بوصلة الشيخ ناظم, فقد امتنعت أن تتجه صوب الشمال أو نحو الجنوب ولكنها أصرت بأباء أن ترنو للأعلى, نحو بارئ الكون القهار. ترى, ما الذي منع الحركات الاسلامية بقطبيها من التفوه ولو بكلمة أمام أسر من يبغي الذود عن حمى الاسلام ؟. كنت اتوقع من أي صاحب ضمير حي وذي فكر حر أن يقول كلمة الحق لا يخشى فيها لومة لائم ويتاهب للانفجار كفوهة بركان تتدافع حممه بشدة وتتصادم بحدة بانتظار لحظة الهروب من كتمانها الذي يغلي. ويا للخيبة: استعصى الجدل وطغى صمت الوهن فلم يعد لللمنطق مجال فتهاوت النفوس برعشة اهتزاز الذعر والمذلة لتعلن الانسحاب بهدوء يكاد يقتلك صخبه. يا شيوخ الولائم واللحى الممشطه والعظات المبتذلة: أعدوا مرافعاتكم ودفاعاتكم أمام الحكم العدل يوم يقاضيكم بتهمة نصرة العدو بصمتكم على ظلم من أوذوا أنهم قالوا كما قال الحواريون لعيسى ابن مريم: نحن أنصار الله.

الشعارات الهزيلة تذهب كالغثاءلا خير في كل الشعارات الهزيلة التي تذهب كالغثاء, في اننا جسد واحد اذا اشتكى ..., واننا شعب واحد باختلاف معتقداتنا وما اليه من قشور الكلم, طالما لم نجعل من القول فعلا في ساعة المحنة الحقيقية. ان حقوقا تسلب, وارواحا تزهق, وافكار تحبط, واعراض تنهك, واجيال تحرق ونحن نتمطى ناهقين على منابر الخطابة في نافل القول, متجشئين متخمين, مودعين تعاليم ديننا حسابات توفير مجمدة طويلة الامد. ألا بئس القوم نحن.

 

تعليق إدارة الموقع (مسلمو 48) ..
(وكتبها عبد الله وأبو جندل وذلك في غياب الشيخ ناظم فك الله أسره) :

جزى الله خيرا المحامي رافي مصالحة على ما قدمه وما يقدمه سائلين الله تعالى أن يسدد خطاه ، ولا بد أن نصل إلى نتيجة هامة مما يحصل من أحداث مع أبناء أمة الإسلام التي ننتمي إليها ونعتز بها ، أنه لا سبيل لفك هذا الذل عن أمتنا وأبنائنا إلا بمنهج كتاب الله تعالى وعدم الرضا بغيره راية أو غاية ، إنما وحدة الهدف وهو (ليكون الدين كله لله) ، وأن التوحد يكون على كلمة التوحيد .. قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "كنا قوماً أذلاء فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله " ، ولذلك لا نجاة لنا بالالتفاف حول الرايات القومية والشعارت والولاءات الجاهلية  ، فمن أراد حياة العزة والكرامة فليتمسك بقرآنه وسنتة نبيه وليعض بالنواجذ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ... " .

وإياكم وطريق الخذلان ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ مسلم ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته" . 
 
المصدر : موقع مسلمو 48

أثْبُتْ أَبَا أسَامَةْ.. فَمَا هِيَ وَرَبِيْ إلَا أيَامٌ

أثْبُتْ أَبَا أسَامَةْ.. فَمَا هِيَ وَرَبِيْ إلَا أيَامٌ

بِسْمِ اللهِ الْرَحْمَنِ الْرَحِيْمِ وَالْصَلَاةُ وَالْسَلَامُ عَلَىْ خَيْرِ الْأنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ مُحَمْدْ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَمْ، وَبَعْدُ،
        فَإنِنَا نُذَكِرُ إخْوَانَنَا وَأحْبَابَنَا دَائِمَاً وَأبَدَاً بِقَوْلِ الْنَبِيْ –صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ-: «بَدَأ الْإسْلَامُ غَرِيْبَاً وَسَيَعُوْدُ كَمَا بَدَأ غَرِيْبَاً.. فَطُوْبَىْ لِلْغُرَبَاءِ».. أوْلَئِكَ الْغُرَبَاءُ فِيْ زَمَانِهِمْ، كَمَا كَانَ الْرَسُوْلُ –صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ- غَرِيْبَاً فِيْ «الْعَهْدِ الْمَكِيْ»، لَيْسَ لَهُ دَوْلَةٌ تَحْمِيْهِ، وَلَا جَيْشٌ يُنَاصِرُهْ، وَلَا كَثْرَةُ أتْبَاعٍ تُشَجِعُهْ، وَلَا عَتَادٌ يَنْصُرُهْ، بَلْ كَانَ كُلُ الْثَبَاتِ يَنْهَلُ عَلَيْهِ مِنْ آيِ الْسَمَاءُ مِنَ الْرَبِ سُبْحَانَهُ؛ وَهُوَ أفْضَلُ وأرْفَعُ وأثْمَنُ مِنَ الْعَتَادِ وَالْنُصْرَةِ وَالْحِمَايَةِ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلبٌ وَوَعَىْ ذَلِكَ، فَالْوَعْدُ بِالْنَصْرِ وَالْغَلَبَةِ مِنَ اللهِ خَيْرُ مُعِيْنٍ فِيْ زَمَانِهِ «زَمَانِ الْغُرْبَةِ – العَهْدُ الْمَكِيْ» حَيْثُ لَا يَأمُلُ الْنَصْرَ وَالْتَمْكِيْنَ وَهُوَ فِيْ بِدَايَةِ الْطَرِيْقِ!! بَلْ «لَا يَكُوْنُ الْتَمْكِيْنُ بِلَا تَمْحِيْصٍ، كَمَا لَا يَكُوْنُ الْطِفْلُ بِلَا زَوَاجٍ»، فَالْتَمْكِيْنُ وِلَادَةٌ لِلْتَحْمِيْصِ كَمَا أنَ الْطِفْلَ وِلَادَةٌ لِلْزَوَاجِ..
        وَبِمَا أنَ الْنَبِيَ –صَلَوَاتُ رَبِيْ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ- قَالَ: «وَسَيَعُوْدُ كَمَا بَدَأ»، فَهَذَا يَعْنِيْ الْحَاجَةَ لِمِثْلِ جِيْلِ الْصَحَابَةِ الْفَرِيْدِ، لِلْنُهُوْضِ بِهَذَا الْدِيْنِ الْذِيْ يَحْتَاجُ إلَىْ رِجَالٍ لِرَفْعِهِ.. فَهُنَاكَ حَاجَةٌ لِمِثْلِ الْصَحَابِيْ أبِيْ بَكْرٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِيْ مِثْلِ تَصْدِيْقِهِ وَتَقْدِيْمِهِ للهِ عَزَ وَجَلْ، وَهُنَاكَ حَاجَةٌ لِمِثْلِ الْصَحَابِيْ عُمَرُ بِنْ الْخَطَابِ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِيْ مِثْلِ قُوَتِهِ وَغَلَبَتِهِ وَجِهَادِهِ وَفَرَارِ الْشَيْطَانِ الْرَجِيْمِ مِنْهُ لِيَسْلُكَ فَجَاً غِيْرَ الْذِيْ سَلَكَ، وَهُنَاكَ حَاجَةُ لِمِثْلِ الْصَحَابِيْ «الْفِدَائِيْ» عَلِيْ بِن أبِيْ طَالِبٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- الْذِيْ فَدَا الْنَبِيَ –صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ- فِيْ سَرِيْرِهِ وَنَامَ فِيْ مَحَلِهِ حِيْنَ حَاوَلَ كُفَارُ قُرَيْشٍ الْنَيْلَ مِنْهُ، وَهُنَاكَ حَاجَةٌ لِمِثْلِ الْصَحَابِيْ بِلَالُ بِنْ رَبَاحْ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- حِيْنَ جُرْجِرَ عَلَىْ الْرِمَالِ الْسَاخِنَةِ فِيْ أشَّدِ بِقَاعِ الْأرْضِ حَرَاً، وَوُضِعَتْ عَلَىْ صَدْرِهِ «الْحِجَارَةُ» الْكَبِيْرَةُ، وَهُنَاكَ حَاجَةٌ لِمِثْلِ الْصَحَابِيْ عُثْمَانْ بِنْ عَفَانْ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- حِيْنَمَا كَان يُعْطِيْ كُلَ أمْوَالِهِ للهِ سُبْحَانَهُ، وَيَرْغَبُ بِمَا عِنْدَ اللهِ تَعَالَىْ، فَيَشْتَرِيْ الْجَنَةَ وَالْآخِرَةَ بِأمْوَالِ الْدُنْيَا!! فَكَانَ حَقَاً أنْ كَانَ الْصَحَابَةُ خَيْرَ صَحَابَةٍ لِخَيْرِ رَسُوْلٍ –بِأبِيْ هُوَ وَأمِيْ-.
        وَحِيْنَمَا تَرَبَىْ الْصَحَابَةُ «الْتَرْبِيَةَ الْصَحِيْحَةَ» عَلَىْ يَدِ قَائِدِهِمْ –صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ- كَانُوْا أفْضَلَ جِيْلٍ عَلَىْ مَرِ الْعُصُوْرِ، وَإسْتَطَاعُوْا أنْ يَرْفَعُوْا دِيْنَ اللهِ جَلَ وَعَلَا فِيْ الْأرْضِ، بَعْدَمَا نَالُوْا قِسْطَاً وَافِرَاً مِنَ الْتَرْبِيَةِ الْصَحِيْحَةِ «الْحَنِيْفِيَةِ» الْتِيْ لَا مَيْلَ فِيْهَا وَلَا إنْحِرَافَ وَلَا إعْوِجَاجْ.. وَدَلِيْلُ أفْضَلِيَتِهِمْ قَوْلُ سَيِدْنَا وَسَيِدِهِمْ مُحَمَدْ –صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ-: «خَيْرُ الْنَاسِ قَرْنِيْ، ثُمَ الْذِيْنَ يَلُوْنَهُمْ، ثًمَ الْذِيْنَ يَلُوْنَهُمْ»، فَلَمْ يَكُنْ لِلْدِيْنِ دَوْلَةٌ وَلَا تَمْكِيْنٌ فِيْ الْأرْضِ، إلَا بَعْدَمَا نَشَأ هَذَا «الْجِيْلُ الْفَرِيْدُ»، وَرُغْمَ ذَلِكَ لَمْ يَكُنِ الْتَمْكِيْنُ إلَا بَعْدَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ عَامَاً!! فَمَا بَالُنَا بِجِيْلِ الْيَوْمِ الْذِيْ تَمْ غَزْوُهُ «فِكْرِيَاً» فَصَارَ عِنْدَهُمُ الْدِيْنُ صَلَاةً وَزَكَاةً فَحَسْب؟؟!
        وَكَمَا قَالَ الْنَبِيُ –صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ-: «الْدُنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ.. جَنَةٌ الْكَافِرِ»، وَحَقَاً تَكَادُ هَذِهِ «الْحِكْمَةُ» تَتَحَقَقُ «بِشَكْلٍ غَرِيْبٍ»، فَهَا هُمْ الْدُعَاةُ إلَىْ اللهِ سُبْحَانَهُ يُسْجَنُوْن، مِنْ زَمَنِ الْأنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ إلَىْ يَوْمِنَا هَذَا فِيْ سُجُوْنِ الْطَوَاغِيْتِ، سَوَاءَاً طَوَاغِيْتُ قَرَيْشٍ أوْ طَوَاغِيْتٌ غَيْرُهُمْ، فَإنْ نَظَرْنَا إلَىْ الْمُعَاصِرِيْنَ فِيْ زَمَانِنَا هَذَا، فَإنَ الْسِجْنَ بَاتَ لِلْإسْلَامِيْنَ مَأوَىً وَعَرِيْنَاً.. فَهَا هُوَ «عِمْلَاقُ الْفِكْرِ الْإسْلَامِيْ» سَيِدْ قُطُبْ –رَحِمَهُ اللهُ- يُسْجَنُ وَيُعَذَبُ وُتُدْخَلُ عَلَيْهِ الْكِلَابُ «وَهُوَ مَرِيْضٌ» بِأمْرِ الْطَاغُوْتِ «جَمَالْ عَبْدِ الْخَاسِرْ» وَمَعَهُ بَاقِيْ الْأسْرَىْ الْذِيْنَ كَانَتْ تُهْمَتُهُمْ أنْ قَالُوْا رَبُنَا اللهُ! وَلَوْ رَكَزْنَا وَمَرْرْنَا عَلَىْ جَمِيْعِ الْسُجَنَاءِ لَأخْرَجْنَا الْمُصَنَفَاتِ الْكَبِيْرَةِ، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ وَعَلِيْهِ الْتَكَلَانُ..
        وَفِيْ أيَامِنَا هَذِهِ، نَرَىْ الْشَيْخَ الْحَبِيْبَ –فَكَ اللهُ أسْرَهُ- «أبَا أسَامَةَ الْنَاصِرِيْ» الْمَعْرُوْفُ بِإسْمِ «نَاظِم ابوسليم» مِنْ بِلَاد فَلَسْطِيْنْ فِيْ الْسُجُوْنْ، وَالْتُهْمَةُ أنَهُ أفْرَدَ اللهَ بِالْألُوْهِيَةِ وَالْرُبُوْبِيَةِ وَكَفَرَ بِالْطَوَاغِيْتِ، وَجَرَّدَ الْعِبَادَةَ للهِ وَحْدَهُ لَا إلَهَ غَيْرُهْ، وَدَعَا الْنَاسَ إلَىْ ذَلِكَ، إقْتِدَاءَاً بِالْأنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنْ حِيْنَ أمَرَهُمِ اللهُ فَقَالَ {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ}، يَقُوْلُ «عِمْلَاقُ الْفِكْرِ الْإسْلَامِيْ» سَيِدْ قُطُبْ –رَحِمَهُ اللهُ-: «فالله سبحانه لا يريد لعباده الشرك، ولا يرضى لهم أن يحرموا ما أحله لهم من الطيبات. وإرادته هذه ظاهرة منصوص عليها في شرائعه، على ألسنة الرسل الذين كلفوا التبليغ وحده فقاموا به وأدوه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ} فهذا أمره وهذه إرادته لعباده»[مِنْ ظِلَالِ الْقُرْآنِ]..
        فَأثْبُتْ شَيْخَنَا الْفَاضِل –فَكَ اللهُ أسْرَكَ-، وَتَذَكَرْ دَوْمَاً أنَ اللهَ وَصَىْ بِالْصَبْرِ حِيْنَ قَالَ { وَٱلْعَصْرِ } * { إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ }، وَالْصَبْرُ كَمَا يَقُوْلُ الْعُلَمَاءُ يَعْنِيْ ثَلَاثَةَ أنْوَاعٍ: «الْصَبْرُ عَلَىْ الْطَاعَةِ، وَالْصَبْرُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ، وَالْصَبْرُ عَلَىْ قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ»، فَلَا تَمْكِيْنَ إلَا بِالْمُرُوْرِ بِمُعَانَاةِ الْصَحَابَةِ وَالْعَذَابِ الْذِيْ مَرُوْا فِيْهِ حَتَىْ كَتَبَ اللهُ لَهُمُ الْتَمْكِيْنَ.. وَبِمَا أنَكَ شَيْخٌ –نَحْسَبُكَ وَاللهُ حَسِيْبُكَ وَلَا نُزَكِيْ عَلَىْ اللهِ أحَدَاً- تَطْلُبُ «إعْلَاءَ كَلِمَةِ اللهِ فِيْ الْأرْضِ» فَإنَكَ عَلَىْ الْحَقِ الْمُبِيْنِ وَعَلَىْ الْصِرَاطِ الْمُسْتَقِيْمِ، الْذِيْ لَا يَرْضَىْ الْإنْحِرَافَ وَالْإعْوِجَاجَ، فَقَدْ نَسِيَتْ «طَوَائِفٌ عِدَةْ» مِنَ الْمُنْتَسِبِيْنَ إلَىْ الْإسْلَامِ «الْتَوْحِيدَ الْخَالِصَ» وَلَمْ يَفْهَمُوْا دَعْوَةَ الْأنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، فَإجْعَلْ أمَامَ نُصْبِ عَيْنَيْكَ أنَهُ إنْ أرَدْتَ تَمْكِيْنَاً فَعَلِيْكَ أنْ تَكُوْنَ «فِدَائِيَاً» كَالْصَحَابِيْ عَلِيْ بِن أبِيْ طَالِبْ، وأنْ تَكُوْنَ «جَبَارَاً» كَالْصَحَابِيْ عُمَرْ بِنْ الْخَطَابِ، وَأنْ تَكُوْنَ «مِعْطَاءَاً» كَالْصَحَابِيْ عُثْمَانْ بِنْ عَفَانْ، وأنْ تَكُوْنَ «صَبُوْرَاً» كَالْصَحَابِيْ بِلالْ بِنْ رَبَاحْ وَأنْ تُرَدِدَ «أحَدٌ.. أحَدْ»، وَأنْ تَكُوْنَ «مُؤْمِنَاً وَاثِقَاً» كَالْصَحَابِيْ أبِيْ بَكْرٍ، وَأنْ تَكُوْنَ «عَالِمَاً» كَالْصَحَابِيْ إبْنُ عَبَاسٍ، وَأنْ تَكُوْنَ «حَافِظَاً» كَالْصَحَابِيْ أبِيْ هُرَيْرَةَ، وَلَنْ تَجْمَعَ كُلَ هَذِهِ الْصِفَاتَ، فَإعْمَلْ عَلَىْ «إحْيَاءِهَا» لِإحْيَاءِ جِيْلٍ يَكُوْنُ قَرِيْبَاً مِنْ جِيْلِ الْصَحَابَةِ –رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهُمْ-

فَكَ اللهُ أسْرَكَ
وَثَبَتَكَ وَأعَانَكَ
وَطَهَرَكَ مِنَ الْذُنُوْبِ وَالْآثَامِ
وَالْحَمْدُ للهِ رَبِ الْعَالِمِيْنْ
وَالْصَلَاةُ وَالْسَلَامُ عَلَىْ أشْرَفِ الْأنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنْ
وَكَتَبَهُ،
أبو إسحاق الْدَبُوْرِيْ
6 ذُوْ الْحِجَةِ 1431 هـ
12\11\2010 م

انتفاضة نحوالأقصى ..أمة واحدة وخلافة راشدة

الحمد لله ناصرأوليائه المجاهدين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آله الطاهرين وصحبه أجمعين  وبعد ,


عشر سنوات مرت على انتفاضة الأقصى المبارك عندما دنس المدنسون ساحات المسجد الأقصى الطاهرة و استرخصوا حياة  شبابنا في قرى ومدن بيت المقدس وأكنافه؛  في القدس والناصرة وسخنين وجت وكفركنا وكفر مندا وأم الفحم وعرابة ؛ تقبلهم الله في الشهداء ؛ حيث سالت دماؤنا كأرخص الدماء ، فلا تكاد تهتز للقتلة شعرة وهم يقتلون ويجرحون المئات من الشباب والأطفال، بينما يملئون الدنيا صياحاً وعويلا كلما جُرح واحد منهم ..


 عشر سنوات مضوا ومن قبل من السنون عشرات وعشرات ؛ غاب فيها المعتصم الذي يعتصم بحبل الله من القرآن والسنة ينتصر لصرخات وآهات الثكالى واليتامى والمنكوبين ,وندرالرجال ذوو النخوة والإقدام ؛ في حين كثر فيه الأراذل اللئام ؛  ممن يتسمّون بأسماء المسلمين ويتّسمون بسمات المسلمين ؛ قد ماتت ضمائرهم  وهم يسجدون نحو البيت الأبيض ؛ قبلتهم ؛ حيث يطوفون  فيه  طاعة لأسيادهم من طواغيت الغرب  الصهيوصليبيين الذين فاضت قلوبهم حقدا وإجراما على أمة الإسلام الجريحة ؛ (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّا وَلا ذِمَّةً) .


فهاهي الدماء نفسها تسفك وبنفس الأسلحة الأمريكية الغربية الفتاكة  ؛ وبنفس منطلق الحرب على أمة الإسلام ودينها ؛ من القدس وأقصاها , ومن الناصرة وجليلها , ومن فلسطين وبلدانها ؛ إلى غزة ومخيماتها ؛ إلى العراق وديالى وأنبارها ؛ إلى قندهار وهلمند وسوات ، إلى القوقاز والشيشان وكشمير ، إلى الصومال والمغرب الإسلامي وجزيرة العرب ؛  تسيل تلك الدماء بطهرها ؛ كأغلى دماء وأثمنها ..فهي دماء الذين استرخصها أصحابها في سبيل الله , (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) ؛ ليأت الشهيد يوم القيامة بدمائه الزكية وجرحه يثعب دماً ؛ اللون لون الدم ؛ والريح ريح المسك، تشريفا وتكريما على رؤوس الأشهاد ولا نزكي على الله أحدا نحسبهم والله حسيبهم .


وسنّة الله ماضية لا تتحول؛ ليميز الله الخبيث من الطيب  وليمحص الذين آمنوا  ويُظهر الذين يُتاجرون بالدماء الزكية , ويساومون على القضية  , ويركنون للذين ظلموا ؛ ظنًّا منهم أن اللجان  والتحقيقات تُحقّ حقّا ,وأن الشرعية الدولية حكما عدلا , وأن مجلس الأمن يُذهب الخوف ..


ألم يأن لهؤلاء أن يعلموا أن الحقّ لا يأتي من أهل الباطل  , وأن العدل لا يأتي من أهل الظلم , وأن النصر لا يُرتجى من وجوه الحكام الخائنين , فلا يكتب صفحات النصر بكتاب تاريخ الأمم والشعوب إلا بدماء الشهداء الموحّدين وبمداد العلماء الصادعين ؛ فما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ..


فكفى أيتها الأمة كفى .. كفى أيها الشعب.. كفانا السير في دروب الضياع والتيه ..كفانا نرفع رايات الجاهل السفيه .. آن الأوان أن نتخلى عن كل المناهج الأرضية وننتهج نهج خير البرية .. آن الأوان أن نخرج القضية من ضيق القومية والوطنية ؛ إلى محاضن الأمة الإسلامية .. فما كان يوما نصر بغير إسلام ؛ وما كان عزّ بغير إيمان , وما فتح القدس إلا فاروق الأمة عمر ,  وما طهّرها إلا صلاح الدين المظفّر , وكلاهما حمل راية القرآن والدين .. 





وكفى يا علماء الأمة ودعاتها كفى , استعيدوا سيرة  الإمام أحمد والعز بن عبد السلام  وسيد قطب والقسام  والشعيبي وعبد الله عزام , وارفعوا راية الملا عمر والهُمام .. وقولوا لا ؛ لفتاوى التخذيل ، التي ينتصر بها أهل الحملة الصهيوصليبية وأذنابهم على أهل الجهاد والتوحيد , قولوا لا ؛ لفتاوى تبرير تخاذل الملوك والأمراء والحكام وخياناتهم , واصدعوا  بفتوى الحق ؛ أن المشاركة في الحرب على الإرهاب هي حرب على الإسلام والمجاهدين , وعلّموا الأمة والناس أن اتفاقيات الجامعة العربية  ومفاوضات السلطات الأوسلوية باطلة شرعا , ولا يجوزلنا أن نعترف بأي قرار؛ لا يستمد شرعه من كتاب الله الحميد القهار..





وعلى الأمة أن تدرك ؛ أن البكاء على الاراضي التي انتُهبت , والعويل على النفوس التي زُهقت  و الظهور الإعلامي المُمكيَج , و المظاهرات  المرخّصة , والشعارات المزيّفة , واللافتات المسمومة , والمسرحيات المزركشة ؛ لا تنهض بالأمة من محنتها , ولا ترد عادية أعاديها , ولا تُعيد حقّا , ولا تَرد أرضًا , فلا بد من المشروع  الإسلامي  الرباني ؛ الذي يرفع لواء التوحيد


والشريعة , مع كل الحيطة والحذر من المشروع الإسلامي الأمريكاني الذي تُجيّر له الفضائيات والمنابر , وتفتح له الحدود والمعابر , في حين يحارب أهل الشريعة والدين ,  يأوون إلى الكهف يرجون رحمة ربهم ذي القوة المتين ؛ وهم يسطّرون من خنادقهم أروع الملاحم ؛ نصرة للحق والأقصى وفلسطين , وما عنا أرض الرافدين وأختها أرض النزال في أفغانستان ببعيدة , وهاهي جبال القوقاز وصحاري المغرب و جزيرة العرب والصومال الحبيبة ,  فلتستبشري يا شام  بأيام التغيير , ولتفرح يا نهر الأردن بزحوف التحرير , ولتتهيأ أمة  الإسلام لأيام النصر والتكبير , وليصدع أبناء دعوة التوحيد وملّة إبراهيم ؛ أن القدس الصامدة عاصمة الخلافة الراشدة , والدين كلّه لله .


أخوكم المترقّب لنصر الله


أبو أسامة الناصري – الناصرة  


شوال 1431


30-9-2010