الأحد، 21 نوفمبر 2010

انتفاضة نحوالأقصى ..أمة واحدة وخلافة راشدة

الحمد لله ناصرأوليائه المجاهدين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آله الطاهرين وصحبه أجمعين  وبعد ,


عشر سنوات مرت على انتفاضة الأقصى المبارك عندما دنس المدنسون ساحات المسجد الأقصى الطاهرة و استرخصوا حياة  شبابنا في قرى ومدن بيت المقدس وأكنافه؛  في القدس والناصرة وسخنين وجت وكفركنا وكفر مندا وأم الفحم وعرابة ؛ تقبلهم الله في الشهداء ؛ حيث سالت دماؤنا كأرخص الدماء ، فلا تكاد تهتز للقتلة شعرة وهم يقتلون ويجرحون المئات من الشباب والأطفال، بينما يملئون الدنيا صياحاً وعويلا كلما جُرح واحد منهم ..


 عشر سنوات مضوا ومن قبل من السنون عشرات وعشرات ؛ غاب فيها المعتصم الذي يعتصم بحبل الله من القرآن والسنة ينتصر لصرخات وآهات الثكالى واليتامى والمنكوبين ,وندرالرجال ذوو النخوة والإقدام ؛ في حين كثر فيه الأراذل اللئام ؛  ممن يتسمّون بأسماء المسلمين ويتّسمون بسمات المسلمين ؛ قد ماتت ضمائرهم  وهم يسجدون نحو البيت الأبيض ؛ قبلتهم ؛ حيث يطوفون  فيه  طاعة لأسيادهم من طواغيت الغرب  الصهيوصليبيين الذين فاضت قلوبهم حقدا وإجراما على أمة الإسلام الجريحة ؛ (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّا وَلا ذِمَّةً) .


فهاهي الدماء نفسها تسفك وبنفس الأسلحة الأمريكية الغربية الفتاكة  ؛ وبنفس منطلق الحرب على أمة الإسلام ودينها ؛ من القدس وأقصاها , ومن الناصرة وجليلها , ومن فلسطين وبلدانها ؛ إلى غزة ومخيماتها ؛ إلى العراق وديالى وأنبارها ؛ إلى قندهار وهلمند وسوات ، إلى القوقاز والشيشان وكشمير ، إلى الصومال والمغرب الإسلامي وجزيرة العرب ؛  تسيل تلك الدماء بطهرها ؛ كأغلى دماء وأثمنها ..فهي دماء الذين استرخصها أصحابها في سبيل الله , (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) ؛ ليأت الشهيد يوم القيامة بدمائه الزكية وجرحه يثعب دماً ؛ اللون لون الدم ؛ والريح ريح المسك، تشريفا وتكريما على رؤوس الأشهاد ولا نزكي على الله أحدا نحسبهم والله حسيبهم .


وسنّة الله ماضية لا تتحول؛ ليميز الله الخبيث من الطيب  وليمحص الذين آمنوا  ويُظهر الذين يُتاجرون بالدماء الزكية , ويساومون على القضية  , ويركنون للذين ظلموا ؛ ظنًّا منهم أن اللجان  والتحقيقات تُحقّ حقّا ,وأن الشرعية الدولية حكما عدلا , وأن مجلس الأمن يُذهب الخوف ..


ألم يأن لهؤلاء أن يعلموا أن الحقّ لا يأتي من أهل الباطل  , وأن العدل لا يأتي من أهل الظلم , وأن النصر لا يُرتجى من وجوه الحكام الخائنين , فلا يكتب صفحات النصر بكتاب تاريخ الأمم والشعوب إلا بدماء الشهداء الموحّدين وبمداد العلماء الصادعين ؛ فما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ..


فكفى أيتها الأمة كفى .. كفى أيها الشعب.. كفانا السير في دروب الضياع والتيه ..كفانا نرفع رايات الجاهل السفيه .. آن الأوان أن نتخلى عن كل المناهج الأرضية وننتهج نهج خير البرية .. آن الأوان أن نخرج القضية من ضيق القومية والوطنية ؛ إلى محاضن الأمة الإسلامية .. فما كان يوما نصر بغير إسلام ؛ وما كان عزّ بغير إيمان , وما فتح القدس إلا فاروق الأمة عمر ,  وما طهّرها إلا صلاح الدين المظفّر , وكلاهما حمل راية القرآن والدين .. 





وكفى يا علماء الأمة ودعاتها كفى , استعيدوا سيرة  الإمام أحمد والعز بن عبد السلام  وسيد قطب والقسام  والشعيبي وعبد الله عزام , وارفعوا راية الملا عمر والهُمام .. وقولوا لا ؛ لفتاوى التخذيل ، التي ينتصر بها أهل الحملة الصهيوصليبية وأذنابهم على أهل الجهاد والتوحيد , قولوا لا ؛ لفتاوى تبرير تخاذل الملوك والأمراء والحكام وخياناتهم , واصدعوا  بفتوى الحق ؛ أن المشاركة في الحرب على الإرهاب هي حرب على الإسلام والمجاهدين , وعلّموا الأمة والناس أن اتفاقيات الجامعة العربية  ومفاوضات السلطات الأوسلوية باطلة شرعا , ولا يجوزلنا أن نعترف بأي قرار؛ لا يستمد شرعه من كتاب الله الحميد القهار..





وعلى الأمة أن تدرك ؛ أن البكاء على الاراضي التي انتُهبت , والعويل على النفوس التي زُهقت  و الظهور الإعلامي المُمكيَج , و المظاهرات  المرخّصة , والشعارات المزيّفة , واللافتات المسمومة , والمسرحيات المزركشة ؛ لا تنهض بالأمة من محنتها , ولا ترد عادية أعاديها , ولا تُعيد حقّا , ولا تَرد أرضًا , فلا بد من المشروع  الإسلامي  الرباني ؛ الذي يرفع لواء التوحيد


والشريعة , مع كل الحيطة والحذر من المشروع الإسلامي الأمريكاني الذي تُجيّر له الفضائيات والمنابر , وتفتح له الحدود والمعابر , في حين يحارب أهل الشريعة والدين ,  يأوون إلى الكهف يرجون رحمة ربهم ذي القوة المتين ؛ وهم يسطّرون من خنادقهم أروع الملاحم ؛ نصرة للحق والأقصى وفلسطين , وما عنا أرض الرافدين وأختها أرض النزال في أفغانستان ببعيدة , وهاهي جبال القوقاز وصحاري المغرب و جزيرة العرب والصومال الحبيبة ,  فلتستبشري يا شام  بأيام التغيير , ولتفرح يا نهر الأردن بزحوف التحرير , ولتتهيأ أمة  الإسلام لأيام النصر والتكبير , وليصدع أبناء دعوة التوحيد وملّة إبراهيم ؛ أن القدس الصامدة عاصمة الخلافة الراشدة , والدين كلّه لله .


أخوكم المترقّب لنصر الله


أبو أسامة الناصري – الناصرة  


شوال 1431


30-9-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق