الخميس، 19 مايو 2022

الناصرة: وقفة إسناد للأسير أبو سليم

 






شارك العشرات، اليوم الثلاثاء، في وقفة تضامنية في الناصرة، مع الأسير الشيخ ناظم أبو سليم، الذي يعاني من حالة صحيّة خطيرة.


ونُظّمت الوقفة في مركز المدينة، بدعوة من لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية.

ورفع المتظاهرون صور أبو سليم إمام مسجد شهاب الدين في الناصرة، ورددوا الهتافات دعما وإسنادا للأسرى في السجون الإسرائيلية. ومن بينها: "يا أسرانا يا أبطال صبرا صبرا عالأغلال"، و"ليل الظلم مهما طال راح يزول الاحتلال"، و"ما في ذل وما في جوع الأسرى راسهم مرفوع"

كما رُفِعت في الوقفة لافتات كُتِبت عليها شعارات من قبيل؛ "لا بدّ للقيد أن ينكسر"، و"سينجلي ظلام السجن ويبزغ فجر الحرية"، و"حق الأسير في العلاج غير خاضع للنقاش"، وغيرها.

ويقبع أبو سليم في السجون الإسرائيلية، منذ نحو عام، ويقضي محكوميّة 24 شهرا من السجن الفعلي بتهمة التحريض على العنف، وتبني فِكر تنظيمات معادية لإسرائيل. ومن المقرَّر أن يُنظَر خلال شباط/ فبراير الجاري في طلب تخفيض مدة سجنه.

مشاركون في الوقفة التضامنية ("عرب 48")

ويعاني الأسير المعتقل في مستشفى سجن الرملة "من آلام في القلب، ويحمل تقارير طبية تؤكد الحاجة لاستبدال صمام في القلب، لكن سلطات السجون تماطل وتؤجل، ووجوده في مستشفى السجن يؤكد أن حالته في غاية الصعوبة، لكن هذا التأجيل يهدف إلى إضافة عقوبة أخرى على عقوبة السجن".

لماذا تركتم الامام وحيدا؟| بقلم:سعيد حسنين

 كلنا يعلم ان اسرائيل تفعل المستحيل في سبيل اخراس صوت الحق وتشويه أصحابه، وجميعنا شاهد على موبقاتها واجرامها بحق المناضلين من أبناء فلسطين التاريخية حيثما كانوا، حيث طالت يدها الملوثة قيادات وشخصيات سياسية وثقافية كثيرة، سواء أكانوا في الضفة وغزة أم في الشتات... تنفيذا لمشروعها العدواني الاستعماري الذي يقتضي بالضرورة ، وقبل كل شيء ، اخراس صوت الحق وهيمنة روايتها الدموية الباطلة. بالمقابل، وفي كل مرة تعرض فيها مناضل او شيخ من ابناء شعبنا للظلم والتنكيل والمطاردة والملاحقة والمحاكمة ، انبرى شرفاؤنا وفعالياتهم للوقوف مع الضحية والدفاع عن مواقفه وأقواله، حيث هذا هو المنحى الطبيعي الطيب الاصيل لشعبنا، وهذا تطبيق لقيم ديننا الحنيف في مساندة المظلوم ودعمه، فلا نتركه فريسة للمتربصين بنا وبقضيتنا.
الإمام الشيخ ناظم ابو اسليم، ابن مدينة الناصرة، تعرض لظلم الجلاد على مدار عشرة أعوام ولم يزل، حيث حُرم من ابسط مقومات الحياة، من ابعاد وعزل ومنع من الالتقاء بالناس، حتى في المآتم وفي الافراح، وبقي وحيدا يكابد الظلم وآلته المتغولة ، يواجه الحكام ويقارع الادعاء العنصري ويفند الاقاويل. لقد وقف هذا الفارس في الساحة وحيدا، تنكر له الجميع، فلا من يدعمه بمال ولا حتى بكلمة طيبة، وظل نصيره الله عز وجل وحده. ومن حقه وحقنا أن نسأل: لماذا هذا الصمت الرهيب يا سادة يا كرام؟ لماذا تركتم الامام وحيدا، يواجه المحاكم لوحده، يواجه صلف وكذب وافتراء ممثلي الاجهزة الامنية لوحده، لماذا تنكرتم للإمام ناظم ابو سليم وتركتموه وحيدا أمام طغيان المؤسسة؟. ولمن لا يعرف، فالإمام ناظم ابو اسليم هو امام مقام شهاب الدين، رجل له باع طويل في العلوم الاسلامية، ناضل من اجل نصرة المقام في الناصرة الذي يعتبره المسلمون مكانا مقدسا، اعتاد السفر الى القدس الشريف والقاء الخطب والدروس لتثبيت تعاليم الاسلام ومساهما في تفسير آيات قرآنية كريمة، لم يرتكب جنحة ولا جناية ولم يكلف نفسه ما لا طاقة بها، بل اجتهد وكد وأراد ايصال الرسائل التي يؤمن بها وهكذا كان. منذ ان بدأ يتردد على الاقصى المبارك ويقدم النصح والإرشاد جن جنون المغرضين الذين هزهم دور الامام في مجتمعه وبين ناسه. برأيي المتواضع، لم يقترف الامام جرما لا بحق الاسلام ولا المساجد، لا بل اعتبر الدفاع عن المقدسات، وعلى رأسها الاقصى المبارك، أمرا مقدسا وواجبا دينيا وأخلاقيا... فلماذا تركتم الامام وحيدا؟!! اين لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في البلاد؟!! هذا الموقف المستهجن لا بد يدفعني لتوجيه سؤال بسيط لرئيس اللجنة محمد بركة: هل الامام ناظم ابو اسليم أصبح خارجا عن ابناء شعبنا لمجرد اتهامه سلطويا بما لا نحبه، وهم كعادتهم يكذبون؟ كيف لم تكلفوا انفسكم "عناء" اصدار بيان واحد لمناصرة الامام؟
ثم أين لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة؟!، لماذا صمتت هذه اللجنة صمت اهل القبور؟! اليس الامام منا ومنكم؟، هل أصبح الامام خارجا من الملة وممن يعادون الله ورسوله؟! ام ان دور لجنة الحريات ينحصر بخدمة اناس معينين فيما الإمام ليس من تلك الفئة التي تستوجب الدعم والاسناد في محنتها؟!. للتنبيه فقط أقول: لقد اودع الامام السجن ظلما يوم الاحد الماضي ليمضي 24 شهرا في زنازين الاحتلال، فهل من يتدارك الموقف ويتحرك مدفوعا بواجبه الوطني والديني والأخلاقي ويقول كلمة حق في صالح هذا الامام الذي ترك وحيدا؟!. محنة هذا الرجل تختصر بداخلها كل أساليب التنكيل والقهر، وقد تعبر كذلك عن ضعفنا وزيغ ضميرنا، لهذا نحن مطالبون ، اليوم اليوم وليس غدا، بتسجيل وقفة حق بشأنه، بغض النظر عما اذا كانت لجنة الحريات تتفق مع مواقفه او تعارضها، وما اذا كانت لجنة المتابعة ترى بأنه على صواب ام لا، فالواجب الوطني والأخلاقي يحتم ذلك، وهذا ندائي مرة اخرى: لا تتركوا الامام وحيدا. 

الاثنين، 17 يونيو 2013

{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً} كتبه الشيخ أبوعبدالرحمن المقدسي||نُصرةٌ للشيخ الأسير ناظم أبوسليم||

بسم الله الرحمن الرحيم

{ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً }

|| نُصرةٌ للشيخ ناظم أبو سليم ||

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، القائلِ في مُحكم التنزيلِ: { وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة: 120]، والقائلِ: { الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ } [العنكبوت: 1: 3].

والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الأمينِ القائلِ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ"، والقائلِ: "مَا مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنَ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ"، صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبهِ وسلمَ تسليمًا كثيرًا. أما بعدُ..

أصدرت مؤخّرًا محكمةٌ يهوديةٌ حكمًا جائرًا بحقِّ الشيخِ ناظم أبو سليم، وذلكَ بالسجنِ الفعلي لمدةِ ثلاثِ سنواتٍ، بالإضافةِ إلى ثمانيةَ عشرَ شهرًا مع وقفِ التنفيذ.

وليسَ ذلكَ بغريبٍ على أعداءِ اللهِ من إخوانِ القردةِ والخنازيرِ، أعداءِ الرسل وقَتَلَةِ الأنبياءِ، الذين لا يرقُبونَ في مؤمنٍ إِلًّا ولا ذِمّةً، فلا يسيرون في باطلهم وجَوْرهم على هَدِي تَوْراتهم المحرفة، ولا على ما سَنُّوه من قوانينِ ديمقراطيتهم الكفرية المعاصرة.

ومع جَور هذا الحكم الذي ألحقوه بالشيخ الصابرِ فإنه بمثابة تعبيرٍ عن سياسةٍ يهوديةٍ قديمةٍ، تنبع من حقدهم الأسودِ الدفين على كل ما يخالف معتقداتهم الباطلة، وخاصةً إن كان ذلك المَحْقودُ عليه مسلمًا موحدًا، يرجو توحيد ربه وتحكيم شريعته.

وهذا الحكم بعيدٌ كلّ البعدِ عن ديمقراطيتهم المزعومة التي يتَبَهَوْنَ بها، وبعيدٌ عن النزاهة القانونية والقضائية التي يَدَّعونها، يرجون من وراء ذلك تهجير المسلمين من أراضيهم وديارهم، أو أن يهجروا دينهم.

أما الشيخ ناظم أبو سليم حفظه الله فلم يُعَقّب على ذلك الجَوْر إلا بقوله: "حسبي الله ونعم الوكيل"، ويذكرنا ذلك بقول ابن عباس رضي الله عنهما: "كان آخر كلام إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين أُلقي في النار: "حسبي الله ونعم الوكيل» قال: وقال نبيكم صلى الله عليه وسلم مثلَها: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].

والشيخُ ناظم أبو سليم حفظه الله وفك الله أسره هو إمام مسجد شِهَاب الدين بالنَّاصِرة عَرُوس الجَلِيل في شمال فلسطين، والتي تعتبر المركز الرئيسي لما بات يعرف بعرب ال48.

والشيخُ نحسبه - والله حسيبه- واضحَ الراية، نقيَ المنهج، صادعًا بالحق، ثابتًا عليه، ناصرًا للدين، لا يهاب إخوان القردة والخنازير، ولا يخشى في الله لومة اللائمين، كثير الاهتمام بقضايا المسلمين في سائر البقاع وخاصة في مناطق ال48، وله مواقفُ مشرفةٌ في الدفاع عن الأقصى الشريفِ أمام حملات التهويد المتتالية، وله أيادٍ بيضاءَ في نشر عقيدة التوحيد الصافية، يسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في سائر بقاع المسلمين، بعيدًا كلّ البعدِ عن مسالك الديمقراطيين أصحاب القوانين الوضعية والمجالس التشريعية؛ لذلك وُجد من بني جلدتنا من يحاربه ويشنع عليه وينفر منه، فهو يرابط على ثَغرٍ يكاد يَنعدم فيه المرابطون، حتّى صار يُتَّهم من قِبَلِ اليهود وأذنابهم بأنه يدعم الجماعات الجهادية "الإرهابية"، وأنه على منهج القاعدة! لذلك أصدر اليهود بحقه ذلك الحكم الجائر الظالم، نسأل الله له الصبر والثبات، والفرج العاجل له ولسائر إخوانه المستضعفين. 

وفي هذا المقام نحثُّ إخواننا المسلمين في تلك البِقاع أن يلتفوا حول شيخِهم ويؤيدُوه، ويدافعوا عنه وينصروه، وأن يهبوا منتفضين في وجه إخوان القردة والخنازير، فهُم أجبن خلقِ الله، وما ينبغي لأهل الإيمان من أحفاد شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ وسائرِ الصحابةِ الفاتحينَ أن يخافوا أهل الجُبْن والخَوَار من المغضوب عليهم الفجار، فإن مجرد ثباتكم على دينكم وصدعكم بالحق في وجوههم أوقع في نفوسهم من رمي النبال.

وأخيرًا نذكر الشيخ الجليل بقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155 : 157].

وبقول النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلمّ: "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ"، وبقوله صلى الله عليه وسلم: "مَا يَزَالُ البَلاَءُ بِالمُؤمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ فِي نَفسِهِ ووَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللهَ تَعَالَى وَمَا عَلَيهِ خَطِيئَةٌ".

فالصبرَ الصبرَ، والثباتَ الثباتَ، فليس بعد ذلك العسر إلا اليسر.

نسأل الله تعالى أن يفرج كرب الشيخ، ويفك أسره، ويعجل بخلاصه من أيدي ظالميه، وأن يرزقه وأهله إخوانه الصبر والثبات واليقين والرضى، وأن يسدده وإخوانه إلى ما يحب ويرضى، وأن يستعملهم في نصرة دينه.




اللهم أعِنّا على نصرة عبادك المظلومين في كل مكان.

اللهم اجعلنا سببًا في فكاك أسرهم.

اللهم وفقنا لما تحب وترضى.

وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


كتبه


الشيخ: أبو عبد الرحمن المقدسي

الثلاثاء 9-10-2012

الثلاثاء، 1 يناير 2013

الدفاع عن الشيخ ابو سليم يقرر استئناف الحكم


موقع بانت
أصدر طاقم الدفاع عن الشيخ ناظم ابو سليم بيانا لوسائل الاعلام وصلت نسخة عنه لموقع بانيت وصحيفة بانوراما، حيث جاء فيه:
"بعد حكم المحكمة المجحف بحق إمام من ائمة المسلمين في البلاد، وحُكم القاضية ليلي يونج جوفر بغير حق على الشيخ ناظم ابو اسليم إمام مسجد شهاب الدين في الناصرة بثلاث سنوات بسجن فعلي وسنة ونصف مع وقف التنفيذ زيادة على سنتين من سجنه وإبعاده عن بيته وأهله، تبين جليا رائحة العنصرية البغيضة وظهر أكثر وأكثر مدى الهجمة الشعواء الممنهجة والتي يتعرض لها إمام مسجد شهاب الدين في الناصرة ".
ويضيف البيان: "بعد كل هذا الظلم وهذا التعدي والإجحاف، نؤكد لكل منصف يؤمن بالعدل والحق والميزان ما يلي:
إن هذه المحاكمة ما هي إلا محاكمة سياسية عقائدية أرادوا من خلالها النَيل من هذا الإمام الذي يبدو أن أصحاب النفوذ قرروا إبعاده عن مجتمعه ومنع إيصال كلمته للجماهير كما ورد في لائحة التهام، إن قرار المحكمة ما هو إلا محاكمة لنصوص القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة وقد قام على ترجمة الآيات والأحاديث والنصوص من لا يفقه معنى اللغة العربية !! ، ليعلم الجميع ان الشيخ ناظم ابو اسليم حيكت له كل هذه التهم ظلما وعدوانا .. ولقد حكموا على الشيخ ناظم ولم يستطع ان يتكلم عن مضامين كلامه وشرحها وترجمتها الترجمة الصحيحة أمام المحكمة، في حين قامت النيابة بعملها المشؤوم وتجرأت على آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تحاكمها وتصدر بحقها أحكاما وإدانات ..! ".
وجاء ايضا: " نحذر وسطنا العربي أن الحكم على الشيخ ناظم ابو اسليم سابقة لم تحدث في تاريخ محاكم البلاد كما ذكرت القاضية في سياق كلامها، ولهذا الحكم تداعيات خطيرة على كل الخطباء والكتاب والناشرين، فلنتدارك هذا المنعطف الخطير وليقف الجميع في خندق الدفاع عن الحق، قبل أن يأتي يوم يندم فيه النادمون ولات حين مندم !، من هنا نُعلم الجميع انه يحق للشيخ ناظم ان ينقض ما تم إبرامه ضده، ومن حقه ان يرفع صوته ليبين للناس ما يعتقده من رسالة الاسلام .. والمطلوب اليوم من اهل الاختصاصات في قوانين هذه المحاكم العمل الجادّ لإبطال هذه الإدانات الجائرة التي صدرت بحق القران الكريم والنصوص الشرعية التي صدع بها هذا الإمام، كما يصدع بها كل إمام وشيخ وعالم لا يحرّف نصوص الشريعة، سنعمل جاهدين كطاقم دفاعي إعلامي وكمحامين على الإستئناف ورد هذا الحكم الجائر، والله الموفق".

الشيخ والمحكمة


آمنتُ أنّ حرية التعبير هي مقدّمة لحياة مجتمع يبغي الرقيّ والتقدّم والازدهار. وكتبت أن قمع هذه الحرّية في أي موقع ولأي سبب هو أمر شائن ومذموم.
استعمال حرية التعبير بشكل صحيح وفي خدمة الرأي، مهما عاكس واختلف مع رأي آخر، هو من بشائر نضوج المجتمع وسلامة ثقافته ورقيّها، وهو كذلك شهادة لبلوغ أفراده درجات من التطور الفكري التي تغني ذلك المجتمع وتؤمِّن عوامل نجاحه وسعادته.
إلى ذلك، أشير إلى أنّ هنالك حدًّا فاصلًا بين حرّية الرأي والتعبير وما قد يتحوّل ليصير تحريضًا وترهيبًا وقذعًا وما إلى ذلك. كل هذه هي أفعال غير محمودة ومرفوضة وفي بعض الحالات تكون مخالفات قانونية ودائمًا تحسب كممارسات غير أخلاقيّة، نتائجها ليست في صالح المجتمع ولا في صالح أفراده، على الرغم من أن صاحبها  يؤمن بحقه في قولها والدعوة لها. هذه مسألة واسعة، قولبتها في ضوابط "مقدّسة" شأن يحتمل الإعجاز ودائمًا يحمل الخطأ والمخاطأة.
وواقعنا في إسرائيل علّمنا كم مطاطيّة هي قواعد هذه القضية، وكم هي بعيدة عن الموضوعية والنزاهة والعدل. فالتحريض علينا كعرب كان شائعًا وأصبح سائدًا إلى درجة دعوات بعض "السادة" اليهود إلى قتلنا، وبعضهم تفنّن في وصفنا بالثعابين والصراصير وما إلى ذلك من الزواحف والقوارض التي لا يحل فيها إلا القتل. مطلقو هذه النداءات لم يعاقبوا على الأغلب وحجة الدولة اتكأت على اعتمادها حرية التعبير والرأي كحق أساسي للمواطن، حتى وإن كان قائله مذمومًا والرأي ممجوجًا ومرفوضًا. 
هكذا تشاوفت ديمقراطية الدولة بإتاحة ممارسة حق أساسي تحترمه الأمم، لكن هذه السيّدة عاجزة حينما يكون العربي هو السائل لحقّه والواقف على عتبات دار العدل والقانون. لذا سمعنا، ونسمع اليوم أكثر، عن قادة عرب ورجال دين عرب يلاحقهم قانون الدولة وتتهمهم نيابتها العامة إثر قول أو خطبة أو تصريح، ويتحولون بين ليلة وضحاها إلى متهمين يكابدون ويدفعون أثمانًا لم يدفعها نظراؤهم من اليهود.
آخر ما سمعناه كان قرار محكمة صلح الناصرة التي أدانت الشيخ ناظم أبو سليم بمخالفة التحريض على العنف والإرهاب، وحكمت عليه بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة أعوام.
لم أتعرَّف على الشيخ ناظم ولم أسمعه خطيبًا. ما أكتبه مبني على ما قرأت وهذا يكفي، فالمخالفة التي أدين بها الشيخ مبنية على ما دعا إليه في خطبه الملقاة في جامع تؤمّه جموع المصلين وفيها، كما جاء في الصحف، دعوات إلى العنف وإشادة ودعم لمنظمات تعتبرها إسرائيل منظمات إرهابية. أنا لا أوافق على ما كان الشيخ ناظم يدعو إليه، كما جاء في الإدانة، وكنت أتمنى أن لا يقول الشيخ ما قاله وأن لا يخطب إلا بالألفة وداعيًا للمحبة. كنت أتمنى عليه وعلى كل صاحب منبر ومنصة ولسان ذرب فصيح أن لا ينطق إلا بما يؤلف بين القلوب ويوحّد الدماء وينهى عن حقد وحسد وكراهية بين الإنسان وأخيه الإنسان. 
هكذا كنت أتمنى، أمّا وإن آثر هو أن لا يفعل، وسار بنهج فيه من البلاغة ما يزعج ومن الفصاحة ما يحزن، فهذا أمر غير مستحب ومرفوض. ولكن بين هذا وبين إحالته إلى القضاء واتهامه والحكم عليه بالسجن لثلاثة أعوام كل البعد واحتجاجي. فوفقًا لما قرأت فلقد أقرت القاضية أنّها بصدد قضية استثنائية وان الدولة لم تتقدم في الماضي بمثل هذا الملف ولم تطلب إيقاع مثل هذه العقوبة، أي أنها قضيّة "بكر". 
من المعروف بين معشر وأهل القانون أن قواعد العقاب في المسائل الجنائية تقضي بعدم استنفاذ العقوبات على متهم تعتبر قضيٌته قضية "بكر" وذلك لتعويد العامة على مناخ مستجد وتدريج العقوبات مع مرور الزمن وقياس ردات الفعل بما يحكم الجريمة في ميزان الردع المرجو والعقاب اللازم. أمّا الأهم عندي هو قراءتي لكون هذه الإدانة تجسّد عمليًا سياسة التمييز العنصري التي مارستها أجهزة الدولة عندما أعفت يهودًا صرحوا بما هو أخطر بدرجات من تصريحات الشيخ ناظم، ودعوا إلى ما يصبح في ساحتنا رياضة قومية يهودية تسعى إلى اصطياد الضحايا العرب كما صرَّح به وأجازه مثلًا كاتبو كتاب "توراة الملك".
لا أعفي الشيخ ناظم من مسؤولية وجسامة تصريحاته، إن قالها في الواقع كما كتب، فهذه مقولات تسبب الأذى لعموم مجتمعنا وتعود علينا بالمصائب. وأمثاله ممن يتبوأون المنابر ويمتلكون ناصية اللغة وملكة الحناجر، يضطلعون بمسؤولية يجب أن يحرصوا على القيام بها بأمانة في خدمة بناء مجتمع سليم معافى خال من دعوات التشظي والتشرذم والتطيّف. ولكنني آسف أكثر لما قامت به نيابة الدولة وما حكمت به المحكمة فلقد كان هذا برهانًا على تجسيد سياسة عنصرية ولم يكن برهانًا على حساسية هذا النظام على أمن وسلامة الجمهور.
"المحكمة حكمت بهذا الحكم ليكون رسالة واضحة بأن دولة إسرائيل لن تقبل بأيديولوجية ذات صبغة عنيفة وإرهابية دون أن يدفع عليها بشكل معتبر" هكذا بررت ناطقة باسم المحكمة الحكم على الشيخ ناظم ولهذا التبرير ولكونه غير صادق أسجل موقفي بحق عقوبة أنزلت ليس باسم العدل والمساواة والقانون.  
أما نحن، الجماهير العريضة المغبونة، سنستمر في نضالنا من أجل نيل حقوقنا ومساواتنا أمام المحاكم والقانون، ونضالنا من أجل عيش في مجتمع يدعو فيه شيوخه وكهنته وقيادته إلى نبذ العنف واحترام الحياة والحرية وحقنا بالاختلاف مع الآخر في الرأي والموقف دون أن يؤدي ذلك لإعلاننا كفرة ولا خوارج ولا أعداء ولا جهلة. 
فليفك الله أسرنا من كل ظلم وظالم وليفك الله أسرك يا شيخ من كل شدة وهفوة وليهدنا إلى ما فيه خير وصواب وحق. 

الشيخ الناصري وجواد بولس والمحكمة/ بقلم: جامعي حر

لقد قرأت ما خط قلم المحامي جواد بولس حول محكمة الشيخ ناظم ابو اسليم ( ابو اسامة الناصري ) ؛ والحكم عليه ثلاث سنوات فعليا بعد سنتين من الابعاد والإقامة الجبرية بتهمة التحريض وتأييد منظمات تصنف انها ارهابية !! .. وتبين بوضوح ان جواد بولس قال كلمته بحق الشيخ ناظم فأصاب بها وأخطأ .. فما قاله من صواب يُشكر عليه وما أخطأ فيه نبينه له تبيان الناصح الامين .. إن وقفة جواد بولس بهذا الوقت ضد محاكمة الشيخ ناظم امر يسجل لحسابه وهي وقفة لم نسمعها الا همسا من قبل مشايخ ودعاة ووعاظ "وقادة " في وسطنا العربي المستهدف بل الصحيح اننا لم نر منهم موقفا واحدا ولا كلمة حق واحدة ينصرون فيها أسير من الأسرى ؛ وإمام من الناصرة والجليل في ارض الإسراء والمعراج والأقصى ؛ يتعرض الى هجمة عاتية ؛ ولن أُبالغ إن قلت أنها من أعتى هجمات السلطات ضد إمام أو داعية يدعو الى الله على بصيرة ..
هل سمعت الشيخ أبو اسليممع تقديرنا لوقفة المحامي جواد بولس الا انه جانب الصواب عندما صرّح ولمّح وهمَز وتمنّى كما قال :" أنا لا أوافق على ما كان الشيخ ناظم يدعو إليه، كما جاء في الإدانة، وكنت أتمنى أن لا يقول الشيخ ما قاله وأن لا يخطب إلا بالألفة وداعيًا للمحبة. ! كنت أتمنى عليه وعلى كل صاحب منبر ومنصة ولسان ذرب فصيح أن لا ينطق إلا بما يؤلف بين القلوب ويوحّد الدماء وينهى عن حقد وحسد وكراهية بين الإنسان وأخيه الإنسان. هكذا كنت أتمنى، أمّا وإن آثر هو أن لا يفعل، وسار بنهج فيه من البلاغة ما يزعج ومن الفصاحة ما يحزن، فهذا أمر غير مستحب ومرفوض " (انتهى كلام المحامي جواد بولس). هذا الكلام يا استاذ بولس فيه من التجنّي على الشيخ الكثير الكثير ..وسؤالي لك ولكل من يتكلم بقضية الشيخ ابو اسامة الناصري اقصد الشيخ ناظم بالطبع.. هل سمعت مرة ما قاله الشيخ .. هل قرأت ما كتبه الشيخ ، هل قابلته وسمعت منه ام سمعت عنه وقرأت عنه ما كتبته الصحافة والإعلام الرخيص! لقد حاول المرجفون في المدينة - وبتوجيه مخابراتي - تشويه دعوة الشيخ الناصري ليصدوا الناس عن الحق الذي يصدع به هذا الرجل المفضال امتثالا لنداء القرآن: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله ....الآية).. هل الشيخ الناصري يا جواد بولس آثر ان لا يؤلف بين القلوب وسار بنهج فيه من البلاغة ما يزعج ومن الفصاحة ما يحزن وهو الذي كان يدعو الناس كل الناس الى توحيد الكلمة على كلمة التوحيد كما نادى بها كل الانبياء والمرسلون عليهم الصلاة وأتم التسليم..
الحقد والحسد والكراهية هل الشيخ الإمام في مسجد شهاب الدين كان يدعو للحقد والحسد والكراهية ، هل سمعت منه كل أمة واحدة بمثل هذا التجني؟ أم أن كل أمه حُرّف وهو يدعو لكره الظلم والظالمين ؟! لقد وقعت يا استاذ جواد بما وقع به كثير من الناس وبما وقع فيه كثير ممن يعملون في وسطنا من مسلمين او غيرهم ..لقد وقعت في مصيدة الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس الذي امرنا الله رب الناس بالتعوذ منه .. لقد سمعت هذه المقولة من الشيخ ناظم كثيرا : اسمع مني ولا تسمع عني... وحقا ان الشيخ الناصري تعرض لهجمات ومكائد ومكر حتى ممن ينتسبون الى الاسلام لا لشيء الا لان الشيخ صدع بما لا يستطيعون هم ان يقولوه رغبا ورهبا .. ولان الشيخ تناول الاحداث الساخنة وصدع بقول الله ورسوله فيها دون ان يخشى احدا الا! الله ولهذا كان خطة هؤلاء تشويه الشيخ والصد عن دعوة ربانية لا بزنس فيها ابدا مع الأنظمة والحكام.. ولا تلعب في ملاعب صممت عن خبث لإلهاء الناس عن الحق الأبلج ..
التحقيق مع أبو اسليمهل تعلم على ماذا كان يحقق مع الشيخ في زنازين الجلمة التي لا تعرف فيها الليل او النهار ؛ كما ظهر في بروتوكول المحكمة ؟! كان التحقيق عن خطابه في مسجد شهاب الدين والأقصى ضد حرب المتكبرين في العراق وافغانستان وغزة واستعمالها للاسلحة الاجرامية كالفوسفور الابيض والهيدروجين .. كان التحقيق معه حول مقالته : ستموت ايها الطاغية .. والكلام عن المخلوع الطاغية الحسني مبارك .. كان التحقيق معه حول تسمية حكام العرب بكرزايات العرب ..لماذا يعتبر الحكام العرب والمستسلمين كالعميل كرزاي؟!! كان التحقيق معه حول مقولته : من قطر يأتي الخطر اشارة الى قاعدة العديد الامريكية العسكرية في قطر بجانب القاعدة الاعلامية فيها !!!! كان التحقيق حول انتقاد الشيخ زيارة الزائرين من البلاد الى القذافي ومدحهم له بانه حفيد عمر المختار !! كان التحقيق مع الشيخ : لماذا لا تصوّت للكنيست ؟! كان التحقيق مع الشيخ ناظم : لماذا لم ترحب بالبابا بنديكتوس 16 وحاولت منع زيارته للأقصى والناصرة ؟ كان التحقيق مع الشيخ ناظم لماذا اهل السوابق والإجرام يتوبون الى الله ويأتون اليك ؟!!! كان التحقيق مع الشيخ حول بيانه ( يا قادة حماس ؛ هدم الكعبة اهون على الله من اراقة دم مسلم) انتقد فيه حماس في غزة عندما دمرت مسجد ابن تيمية وقتلت ثلاثين مسلما فيه دون أن تحاصرهم وتعطى المهلة الكافية لمحاكمتهم ان كانوا مذنبين حقا يستحقون القتل بعد أن صلوا صلاة الجمعة في المسجد!!!!
البلاغة والبلاغة اقرأ بروتوكول التحقيق الموجود عند المحامين لتعلم ان قضية الشيخ الناصري حُبكت في اروقة اهل الاختصاص للنيل من صوت جلجل بالحق الذي انزله! الله والذي يقول للطغاة : لا للظلم .! .لا للتكبر والاجرام.. لا لقتل الاطفال والنساء والعوائل والأبرياء.. لا لاحترام واستقبال وتوقير من ينال من الانبياء ورسالاتهم التي انزلها الله !! هل علمت الان يا استاذ جواد بولس على ماذا حوكم الشيخ ناظم ؟..لا تسمع للإعلام المسموم ولا للمرجفين ولا للحاسدين ولا تصدق ما قالوه وكتبوه ونسجوه من كذب وافتراء عن الشيخ ابي اسامة الناصري ..وكنت اتمنى عليك الا تتمنى على الشيخ هذا التمني المغلوط.. أمّا وإن آثرت أن لا تفعل، "وسرت بنهج فيه من البلاغة ما يزعج ومن الفصاحة ما يحزن، فهذا أمر غير مستحب ومرفوض " وها انا ادعوك لتسأل عن الشيخ ناظم وتقف من قريب على كلام ودعوته ودينه وموقفه وعندها لن ترى الا ما يسر الصديق ويغيظ العدو .. وقبل كل شيء سترى ما يرضى الله العلي الكبير الذي يسعى الشيخ لنيل مرضاته هكذا نحسبه والله حسيبه .. وعندها - وظني بك خيرا - انك لن تتمنى على الشيخ ألا يصدع بهذا الحق الذي صدع به ... وعلى كل حال اكرر دعوتك في آخر مقالتك: فليفك الله أسرنا من كل ظلم وظالم وليفك الله أسرك يا شيخ من كل شدة وهفوة وليهدنا إلى ما فيه خير وصواب وحق ..والحمد لله رب العالمين.. جامعي حُرّ وقريب ، سبتمبر 2012

الحكم بالسجن 3 سنوات على الشيخ ناظم أبو سليم إمام مسجد شهاب الدين في الناصرة

الثلاثاء, 11 سبتمبر 2012
أفاد مراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب أن محكمة الصلح في مدينة الناصرة أصدرت قرارها بالنطق بالحكم على الشيخ ناظم أبو سليم إمام مسجد شهاب الدين في مدينة الناصرة، وذلك بالسجن لمدة ثلاث سنوات. يذكر أن النطق بالحكم كان من المفترض أن يكون يوم الأربعاء الماضي الموافق الرابع من أيلول الجاري، إلا أنه تم إرجاء المحكمة الى اليوم الثلاثاء وذلك استجابة لطلب محامي الدفاع.، علما أن لائحة الإتهام تنسب للشيخ ناظم أبو سليم تهمة التحريض والإرهاب.
وجاء في بيان المحكمة أن الشيخ أبو اسليم كان قد أدين بأنه "استغل منصبه وشخصيته البارزة في الناصرة والبلاد ككل، للحث على القيام بأعمال وصفتها لائحة الاتهام على انها ارهابية، داعياً الى دعم منظمات الجهاد، ومنظمات اخرى ارهابية على حد تعبير البيان، لا سيما من خلال دعواته في المسجد وخاصة في خطب الجمعة في المسجد الذي كان يصلي فيه أكثر من 2000 شخص، والاعلانات التي كان يصدرها وكتاباته في موقع الانترنت التابع له، لاسيما ايضاً تصريحاته المختلفة".
بيان المحكمةمن جانبها، عممت الناطق بلسان المحكمة بيانا صحفيا جاء فيه أن "قاضية محكمة الصلح في مدينة الناصرة أصدرت قرارها على الشيخ ناظم أبة سليم (47 عاما) والذي استلم من منصب إمام مسجد شهاب الدين منذ العام 1997 في الناصرة، والذي أدين بمخالفات تتعلق بالتحريض على العنف والإرهاب ودعم منظمات إرهابية، بالسجن الفعلي لمدة ثلاث سنوات، و 18 شهرا مع وقف التنفيذ" كما جاء في بيان المحكمة. وجاء في بيان المحكمة بأن "القاضية أكدت في قرار الحكم بأنه لا مفر من إصدار حكم كهذا ليكون رسالة واضحة بأن دولة إسرائيل لن تقبل بإيديولوجيات ذات صبغة عنيفة وإرهابية دون أن يدفع عليها بشكل معتبر" كما جاء في بيان المحكمة.
أول حكم في الدولةوفي رده على سؤال لموقع العرب وصحيفة كل العرب فيما لو توقع الحكم بالسجن على الشيخ أبو سليم لهذه المدة، قال المحامي رافي مصالحة:"توقعنا السجن ولكن ليس لهذه المدة الطويلة، فقد كانت هنالك إشارات لعقوبة سجن ولكن ليس لهذه المدة الطويلة. القاضية نفسها كتبت أنه لا يوجد حكم سابق بهذه الظروف ولهذه المدة من العقاب، وبالتالي هذا أول حكم ينطق به في دولة إسرائيل".



مُلاحظات على مُحاكمة الشيخ ناظم أبو سليم

الكاتب: الصحفي وائل عواد
موقع بكرا : 5-5-2012
نحن مجتمع من "القبائل" و"العائلات" التي تأخذ أحيانا صفة "الأحزاب" و"الحركات". وكلما التقت مجموعة منا على "فكرة"، تتحول إلى "قبيلة"
شهدت فلسطين في فترة ما ظاهرة "تأجير أسماء العائلات"، إذ كانت العائلات الصغيرة "المستضعفة"، التي لا تُبالي لأن تكون "انتهازية"، كانت تدفع مجموعة من "الليرات" لإحدى العائلات الكبيرة، ذات الصيت الواسع، والسمعة التي "تبعث على الرهبة" في قُلوب العباد مُقابل أن "تستعمل" اسمها وتدعي أنها تنتمي لعائلة كبيرة، هي العائلة "قابضة الثمن" حتى لا يجرؤ الناس على المساس بها!
لقد كان من "السهل" على الشيخ ناظم أبو سليم، إمام مسجد شهاب الدين في مدينة الناصرة أن يقوم بهذه الفعلة، ولكن ليس على مستوى "العائلات"، إنما على مستوى "الأحزاب" أو الحركات السياسية الإسلامية، ليتحول من شخص "وحيد" في مواجهة الملف الذي يحاك ضده متكبدا مُقارعة القضاء الإسرائيلي متجرعا الأحكام والقيود المفروضة عليه منذ مدة اقتربت من العامين. لكنه اختار ألا يفعل هذا.
بل وأكثر من ذلك، أعرف جيدًا -والعمل الصحافي يُقربنا من حقائق مُدهشة كثيرة (بالمناسبة، هي بعد فترة لا تعود مدهشة!)- حالات تحولت فيها خلافات شخصية داخل أحزاب إلى مواضيع لها عناوين كبيرة في مواجهة "عدو خارجي" أو مُلاحقة على مسألة "أموال" في لائحة الاتهام يتم تسويقها للناس على أنها مُلاحقة لأسباب وطنية ودينية يحتاج صاحبها إذا أراد أن يقوم بها كما ظهرت في الإعلام لأن يكون صاحب قوى خارقة للطبيعة والعقل البشري! بل إن أحدهم حدّثني مرة قائلا: "في فترة الشباب، حصلت أنا وأصدقاء لي على سلاح، لم نقتنه لهدف ما، ولكننا أردنا تجريبه فقط، فجربناه في إحدى البلدات في حي كان فيه ـ بالصدفة ـ بيت لأحد القادة، فأطلقنا رصاصتين في الهواء في مكان بعيد أكثر من 100 متر عن بيت هذا القائد، لكننا فوجئنا بعد قليل بمئات الناس في بيته، وسمعنا في المذياع صباح اليوم التالي أنه كانت هُنالك عملية مُراقبة طويلة ومن ثُم محاولة اغتيال لهذا القائد على خلفية مقال كتبه، فأخذت أنا وأصدقائي نضحك، وبعد ثلاثة أيام ذهبنا معا إلى (المهرجان التضامني الكبير) مع هذا القائد وسمعنا الخطابات!.
طبعًا هذا كله ناهيك عن أشخاص هُم أيضًا يصدقون أنهم قد "استشهدوا" عدة مرات لولا صُدف مُدهشة لم تحدث ولا حتى مع "سوبر مان"!

لا أكتب مقالي هذا دفاعًا عن الشيخ ناظم أبو سليم، لكن جل ما أحاول القيام به هو فهم واقع وحقيقة ما يُسمى بـ"التضامُن مع الأفراد"!

ما أعرفه عن الشيخ أنه رفض دائمًا أن يكون "ولدا صغيرًا" في أحدى الأحزاب أو الحركات (ولا يهمني السبب). إلا أن قضيته رغم أهميتها والأبعاد التي تحتلها على عدة مستويات لفتت انتباهي لشيء لا أتورّع عن تسميته بـ"نفاق واضح" لدى الأحزاب والحركات السياسية التي تنبري للتهويل والتضخيم والمُبالغة المُفرطة المضحكة لبعض شخوصها بينما تستثني آخرين ممن تدعي أنها تُمثلهم في المحافل المختلفة، وخصوصًا عند جمع التبرعات لمُجرد أنهم "ليسوا أولادًا طيبين فيها"!

هذه الأحزاب تكذب عندما تقول إنها تُمثل وتدافع عن مُجتمع، وهي تكذب عندما تتحدث معنا بلغة "القضية الكبرى والهدف السامي" وهي تدعي عندما تجمع "الأموال" باسم أصحاب الوطن والقضية والدين وما إلى ذلك..
التهم الموجهة للشيخ ناظم أبو سليم، الذي سُجن لثلاثة أشهر سجنًا فعليًا وهُو مُبعد عن بيته مع سوار الكتروني في ساقه مُنذ أشهُر كثيرة، هي نُسخة طبق الأصل عن التُهم الموجهة لبعض أسرانا، والدولة التي تتهمهم والنيابة -وهي الجسم الذي يوجه التهم ويُحاكم - هما نفسهما من يوجها التُهم لأسرانا ويُحاكمهم، ولكن مع ذلك ترى صمتًا في قضيته لا نعهده عندما يتورط "أبناء الأحزاب" حتى في قضية "صغيرة" مما يعني أن "التضامن الوطني" منوط بعدد الأصدقاء ورفاق الحزب والحركة وليس منوطًا بالفكرة!

المُشكلة برأيي ليست أن الشيخ ناظم قال "أسامة حبيب الله" – على فرض أنه قالها فعلا- وليست أنه يتعاطف أو لأن هُنالك من فسر كلامه على أنه دعوة لأنواع جهاد مُحددة – على فرض أن هذا صحيحًا - ، فالتعاطف ليس تهمة (على الأقل في دولة ذات نظام ديمقراطي – وهذا نابع من حرية الفكر والضمير والدين والتديُن)، لا مع بن لادن عدو أمريكا (على فرض أنه فعلا حكاية حقيقية) ولا مع صدام حسين عدو أمريكا ولا مع تشي جيفارا عدو أمريكا، بل المسألة الحقيقة -برأيي- هي أن الشيخ "مزعج للسلطات"، ولو أنه "ابن أحزاب" لجمع أكبر تضامُن حتى ولو كان على خلفية "مُخالفة سير"، ولأسعفه "اسم العائلة – الحزب" الذي له علاقة "بالفائدة الدنيوية" وليس "بالفكرة"..!
بالمُناسبة، ليست حكاية الشيخ ناظم وحدها هي التي أثبتت أن أغلب القيادات عندما تقول كلمة "الشعب" تقصد بها "مجموعة الحزبيين المنتمين"، فالأمثلة كثيرة جدًا، وهذا ليس فقط في القضايا ذات الخلفيات "العقائدية الدينية"... فالكثير من الغبار يثور وتُخترع حكايات "النصر" في حالات أخرى!
إذًا، لا القضية ولا الخصم ولا الفكرة هي بوصلة التضامُن، إنما الشخصية والتيار والانتماء الحزبي هو عادة الذي يأخذ عنوانًا "كبيرًا مُلائمًا من أجل إثارة (الغثبرة)"، علمًا بأن حقيقته قد تكون مختلفة تماما، حتى لو لم يتعدّ الأمر مجرد حرب دونكيشوتية مع "طواحين الهواء"!!! فنحن مجتمع من "القبائل" و"العائلات" التي تأخذ أحيانا صفة "الأحزاب" و"الحركات". وهكذا، كلما التقت مجموعة من أبناء شعبنا على "فكرة"، فإنها سرعان ما تتحول إلى "قبيلة"، وتبدأ بالتصرف وفقا لهذا التعريف.