الاثنين، 17 يونيو 2013

{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً} كتبه الشيخ أبوعبدالرحمن المقدسي||نُصرةٌ للشيخ الأسير ناظم أبوسليم||

بسم الله الرحمن الرحيم

{ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً }

|| نُصرةٌ للشيخ ناظم أبو سليم ||

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، القائلِ في مُحكم التنزيلِ: { وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة: 120]، والقائلِ: { الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ } [العنكبوت: 1: 3].

والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الأمينِ القائلِ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ"، والقائلِ: "مَا مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنَ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ"، صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبهِ وسلمَ تسليمًا كثيرًا. أما بعدُ..

أصدرت مؤخّرًا محكمةٌ يهوديةٌ حكمًا جائرًا بحقِّ الشيخِ ناظم أبو سليم، وذلكَ بالسجنِ الفعلي لمدةِ ثلاثِ سنواتٍ، بالإضافةِ إلى ثمانيةَ عشرَ شهرًا مع وقفِ التنفيذ.

وليسَ ذلكَ بغريبٍ على أعداءِ اللهِ من إخوانِ القردةِ والخنازيرِ، أعداءِ الرسل وقَتَلَةِ الأنبياءِ، الذين لا يرقُبونَ في مؤمنٍ إِلًّا ولا ذِمّةً، فلا يسيرون في باطلهم وجَوْرهم على هَدِي تَوْراتهم المحرفة، ولا على ما سَنُّوه من قوانينِ ديمقراطيتهم الكفرية المعاصرة.

ومع جَور هذا الحكم الذي ألحقوه بالشيخ الصابرِ فإنه بمثابة تعبيرٍ عن سياسةٍ يهوديةٍ قديمةٍ، تنبع من حقدهم الأسودِ الدفين على كل ما يخالف معتقداتهم الباطلة، وخاصةً إن كان ذلك المَحْقودُ عليه مسلمًا موحدًا، يرجو توحيد ربه وتحكيم شريعته.

وهذا الحكم بعيدٌ كلّ البعدِ عن ديمقراطيتهم المزعومة التي يتَبَهَوْنَ بها، وبعيدٌ عن النزاهة القانونية والقضائية التي يَدَّعونها، يرجون من وراء ذلك تهجير المسلمين من أراضيهم وديارهم، أو أن يهجروا دينهم.

أما الشيخ ناظم أبو سليم حفظه الله فلم يُعَقّب على ذلك الجَوْر إلا بقوله: "حسبي الله ونعم الوكيل"، ويذكرنا ذلك بقول ابن عباس رضي الله عنهما: "كان آخر كلام إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين أُلقي في النار: "حسبي الله ونعم الوكيل» قال: وقال نبيكم صلى الله عليه وسلم مثلَها: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].

والشيخُ ناظم أبو سليم حفظه الله وفك الله أسره هو إمام مسجد شِهَاب الدين بالنَّاصِرة عَرُوس الجَلِيل في شمال فلسطين، والتي تعتبر المركز الرئيسي لما بات يعرف بعرب ال48.

والشيخُ نحسبه - والله حسيبه- واضحَ الراية، نقيَ المنهج، صادعًا بالحق، ثابتًا عليه، ناصرًا للدين، لا يهاب إخوان القردة والخنازير، ولا يخشى في الله لومة اللائمين، كثير الاهتمام بقضايا المسلمين في سائر البقاع وخاصة في مناطق ال48، وله مواقفُ مشرفةٌ في الدفاع عن الأقصى الشريفِ أمام حملات التهويد المتتالية، وله أيادٍ بيضاءَ في نشر عقيدة التوحيد الصافية، يسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في سائر بقاع المسلمين، بعيدًا كلّ البعدِ عن مسالك الديمقراطيين أصحاب القوانين الوضعية والمجالس التشريعية؛ لذلك وُجد من بني جلدتنا من يحاربه ويشنع عليه وينفر منه، فهو يرابط على ثَغرٍ يكاد يَنعدم فيه المرابطون، حتّى صار يُتَّهم من قِبَلِ اليهود وأذنابهم بأنه يدعم الجماعات الجهادية "الإرهابية"، وأنه على منهج القاعدة! لذلك أصدر اليهود بحقه ذلك الحكم الجائر الظالم، نسأل الله له الصبر والثبات، والفرج العاجل له ولسائر إخوانه المستضعفين. 

وفي هذا المقام نحثُّ إخواننا المسلمين في تلك البِقاع أن يلتفوا حول شيخِهم ويؤيدُوه، ويدافعوا عنه وينصروه، وأن يهبوا منتفضين في وجه إخوان القردة والخنازير، فهُم أجبن خلقِ الله، وما ينبغي لأهل الإيمان من أحفاد شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ وسائرِ الصحابةِ الفاتحينَ أن يخافوا أهل الجُبْن والخَوَار من المغضوب عليهم الفجار، فإن مجرد ثباتكم على دينكم وصدعكم بالحق في وجوههم أوقع في نفوسهم من رمي النبال.

وأخيرًا نذكر الشيخ الجليل بقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155 : 157].

وبقول النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلمّ: "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ"، وبقوله صلى الله عليه وسلم: "مَا يَزَالُ البَلاَءُ بِالمُؤمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ فِي نَفسِهِ ووَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللهَ تَعَالَى وَمَا عَلَيهِ خَطِيئَةٌ".

فالصبرَ الصبرَ، والثباتَ الثباتَ، فليس بعد ذلك العسر إلا اليسر.

نسأل الله تعالى أن يفرج كرب الشيخ، ويفك أسره، ويعجل بخلاصه من أيدي ظالميه، وأن يرزقه وأهله إخوانه الصبر والثبات واليقين والرضى، وأن يسدده وإخوانه إلى ما يحب ويرضى، وأن يستعملهم في نصرة دينه.




اللهم أعِنّا على نصرة عبادك المظلومين في كل مكان.

اللهم اجعلنا سببًا في فكاك أسرهم.

اللهم وفقنا لما تحب وترضى.

وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


كتبه


الشيخ: أبو عبد الرحمن المقدسي

الثلاثاء 9-10-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق